أخبار ثقافيةالآن

“عكّاظية الجلفة في طبعتها 2″… حين يصافح الشعر الشعبي الوطن بميداده

الجزائر _ كمال فليج

تعيش ولاية الجلفة هذه الأيام على وقع حراك ثقافي استثنائي، مع انطلاق فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الوطني الثقافي لعكّاظية الشعر الشعبي، المنظم تحت الرعاية السامية للسيدة وزيرة الثقافة والفنون، وبـ إشراف السيد والي ولاية الجلفة، محافظة المهرجان الوطني الثقافي لعكّاظية الشعر الشعبي، في الفترة الممتدة من 07 إلى 10 أكتوبر 2025، على خشبة المسرح الجهوي أحمد بن بوزيد.

وتأتي هذه الطبعة الثانية تحت شعار وطني دافئ: “مع بلادي بميدادي”، لتجدد العهد بين القصيدة الشعبية والروح الوطنية، ولتجعل من الكلمة الجلفاوية جسراً نابضًا بالوفاء والانتماء، يعبر إلى كل ولايات الوطن.

تعرفت هذه النسخة مشاركة أكثر من 40 ولاية تمثلها 45 شاعرًا من مختلف مناطق الوطن، إلى جانب 20 شاعرًا من ولاية الجلفة، ما يعكس حجم التنوّع الجغرافي والثقافي الذي يحتضنه هذا الحدث الوطني.
وقد تحوّل المهرجان إلى فضاء تفاعليّ مفتوح بين الأصوات الشعرية المخضرمة والشابة، بين من يحملون ذاكرة القصيدة الشعبية ومن يجددونها بروح العصر.

ولم تقتصر فعاليات المهرجان على الشعر والإلقاء فحسب، بل ترافقها محاضرات أكاديمية ثرية يؤطرها 15 دكتورًا وباحثًا من خمس جامعات وطنية، تتناولت موضوعات تتعلق بجماليات الشعر الشعبي، ووظيفته الاجتماعية في صون الذاكرة الجماعية، وطرق توثيقه ونقله للأجيال.
هذا التلاقي بين الشعر والبحث العلمي يُعدّ نقلة نوعية في مسار المهرجان، إذ يعيد للشعر الشعبي مكانته كرافد أصيل في الثقافة الجزائرية، ومجالًا خصبًا للبحث الجامعي.

تتميّز  هذه الطبعة كذلك بتكريم مجموعة من القامات الشعرية الوطنية التي أثرت الساحة الأدبية بإبداعها، على غرار العيشي البشير الصحراوي، الشاعر مسعود طيبي، ڨويسم لغويني ابن الجلفة، والباحث بركة بوشيبة، في إلتفاتة رمزية تعبّر عن الوفاء لأهل الكلمة والبحث والعطاء.

ويراهن القائمون على المهرجان على الحضور الواسع للجمهور الجلفاوي المتذوّق، الذي عُرف بعلاقته الوطيدة بالشعر الشعبي، لتتحول الأمسيات الشعرية إلى احتفالية جماهيرية تلامس الوجدان وتؤكد أن القصيدة ما زالت تنبض في وجدان الجزائريين.

بهذه الفعاليات المتنوعة، تؤكد عكّاظية الجلفة أن الشعر الشعبي ما زال ركنًا من أركان الهوية الثقافية الجزائرية، وأنه قادر على أن يجمع بين الإبداع والبحث، بين التراث والحداثة، بين الأصالة والانفتاح.
هي عكّاظية الجزائر الحديثة… حيث تتعانق الكلمة بالوطن، وتكتب الجلفة من جديد سطورها في سجل الثقافة الوطنية بميداد الانتماء والوفاء.

البرنامج :

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى