مقالات

المعلم… رسالة خالدة تصنع الإنسان وتبني الأوطان

بقلم : كمال فليج _ الجزائر

في الخامس من أكتوبر من كل عام، يتّحد العالم على كلمة واحدة هي الوفاء، ليحتفي بصنّاع الأجيال وحَمَلة الرسالة النبيلة: المعلّمون. إنّه يومٌ لا يُقاس بعدد الورود أو الخطب، بل بما يحمله من معانٍ عميقة تقدّر دور من أفنوا أعمارهم في خدمة العلم والإنسان.

المعلم ليس مجرد ناقلٍ للمعرفة، بل هو مهندس العقول ومربّي الأرواح، يغرس القيم قبل أن يزرع المعلومة، ويُشعل في تلاميذه شرارة الطموح والإبداع. هو من يصنع الإنسان القادر على البناء، ومن ثمّ يصنع الوطن القادر على النهوض.

منذ فجر التاريخ، كان المعلم ركيزة الحضارات ومحرّك النهضات، فكلّ اختراعٍ عظيم، وكلّ فكرةٍ تنويرية، وكلّ نهضةٍ بشرية، بدأت من قلب فصلٍ دراسي بسيط، ومن معلمٍ آمن بأن الكلمة الصادقة قد تغيّر مصير أمة.

ورغم التحولات الكبرى التي يشهدها العالم اليوم، يبقى المعلم الركن الثابت في معادلة التغيير، إذ لا تنفع التقنية دون مَن يُحسن توظيفها، ولا يكتمل العلم دون من يزرع فيه روح الإنسانية والأخلاق. إنّ المعلم هو البوصلة التي توجه العقول وسط فوضى المعرفة، وهو الحارس الأمين على ضمير الأمة.

وفي هذا اليوم العالمي، نقف وقفة تقدير لكل معلمٍ حمل الطباشير كمن يحمل شعلة نور، وسهر الليالي ليصنع نهارًا مشرقًا لغيره، وآمن بأن بناء الإنسان هو أعظم رسالة يمكن أن يحملها بشر.

تحية إجلال وتقدير لكل من جعل من مهنته رسالة، ومن علمه حياة، ومن عطائه وطنًا.

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى