ذكريات طفولتي في رمضان

✍️ مرشدة يوسف فلمبان:
كانت تسرد لنا قصة الأمس وعيناها تفيضان من الدمع تشكو من أسى ولوعة الحاضر /
الدنيا محطة عبور ولكنني أسعى دومََا للعودة إلى أولى محطات عمري لعلي أنسى واقعي المؤلم..
ليتني أعود إلى زمن طفولتي منذ نصف قرن.
ليتني أعود مع رفقتي إلى الزمن الجميل الذي مازال يزهو بأضوائه في ذاكرتي يصور لي ذكرياتي ويرسمها في أجمل صورة وأبهى لوحة كماتشكلها أنامل فنان مبدع.
ليتني أرجع إلى أروقة شارعنا الجميل بكل مافيه من عبق الماضي لتنتعش روحي.. أتأمل الباعة الجوالين.. بائع
الفول والترمس.. وبائعََا آخر يحمل على رأسه قفص المنفوش.. وآخر يتصدر الحارة لبيع البليلة الحجازية لذيذة لا يضاهيها أي طعم آخر..
وهنالك ضجيج الأطفال وأصواتهم التي تنم بالفرح والمرح.. بألعابهم المتنوعة.. وبعض الأحيان أشارك معهم في الألعاب التي تروق لي / كالبرجون.. وامتطاء جريد النخل كما الحصان يدب بحوافره في الحي..الكثير.. الكثير لا أستطيع حصره من فعاليات الزمن الجميل في ليالي رمضان.. وتارة أخرى أستمتع ببرامج إذاعية كمسلسل ( يوميات ام حديجان في ليالي رمضان) فعاليات رمضانية مازالت تتغلغل في عمق ذاتي التواقة لها..
فأين أحصل على تذكرة دخول لهذا الكرنفال الطفولي الرائع في زمن المحبة؟
ليتني أحزم أمتعتي لأعود لتلك الأيام التي أعجز عن نسيانها.. لقد خط الشيب مفرقي ولكن في داخلي طفلة تحيا بروح الحياة النقية.. يا ويلتي.. الأيام تجري سراعََا وتركض بخطاها.. تسابق الزمن لتمضي بنا إلى قطار العمر في محطة العبور.
آه ياليالينا الرمضانية سوف تمضين وتتركنا على عجل.. بأيامك المباركة ياملك الشهور ليتك تلازمنا فعمرك أيام قليلة..
تعبت كلمات التمني ومازلت أتمنى حتى آخر رمق..
فياليتنا لم نكبر أبدََا.. لننعم بأجمل سنوات العمر.. ولاتثقلنا هموم الدنيا وقسوة الأحداث.. وقد أنهكتنا الحياة بما يكفي فضاعت منا أيام البراءة.. أيام كانت على بساطتها مرتعََا للسعادة والسكينة والجمال النقي!!!