ذاك بيتنا…
في بيتنا ؛
لا نطالب بحقوق !
ولا نشتكي ظلما ولا عقوق !
ولا نفهم كيف تثور المرأة .
ولما تنعق بالشكوى ؟
في دهاليز المحاكم وترفع الدعوى .
وكنا نتعجب !
لما يتناحر الناس؟
ولما يخون المرء فيهم ويكذب !
ونرى أن تلك من العجائب !
فنتعجب !
كنا جوار البيت المحرم ،
برغد العيش ننعم ،
وبالأمان والأمن مستتب .
لا غوغاء لا اضطراب لاصخب .
“في بيتنا ” لم نكن ملائكة لا تذنب ،
نملك رفاهية الإعتذار ،
ونتحاشى الدنايا ونتجنب ،
كان أبي قاضيا جليلا مهاب ،
قبل أن يقضي بين الخصوم ،
كان أبي يقضي بين رعيته ،
في بيته ، بما هو حق ، للجميع ويجب .
وأمي الحنون علمتنا أن بالحب والحنان نرتقي ونكسب .
وفي بيتنا أيضا ….. ؛
كل يفي بواجبة
طواعية وعن حب .
و إخوة مراقبون
بالحزم والإلزام بالأدب ،
وهكذا ربينا وشببنا .
وظننا أن العالم كله ينتهي هنا
” في بيتنا ” !
ومثلنا !
وأن ليس في البشر من يغدر، ويسرق الحق ، ويطغى ، ويغتصب ، ويقتل أو يكذب !
في بيتنا ؛
يالحنيني إليك يابيتنا ،
في طفولتي ضممتنا ،
فما أجمل طفولتنا فيك .
ليتنا بقينا أطفالا لم نكبر ، ونهجرك ،
وبقينا تحت جناحيمها
العمر كله .
نلهو ونمرح ونضحك ،
ونسعد ومن اللعب لا نتعب .
هند هرساني .