كمال الدين من كمال الأخلاق
✍🏻 صالح الريمي :
دين الإسلام كله أخلاق وآداب، حتى كاد أن يكون القرآن كله حديثًا عن الأخلاق والصفات والسلوك التي يجب أن يكون عليها المسلم، آمرًا بها وترغيبًا فيها، ونهيًا عن ضدها وترهيبًا منها، لكن بعض المسلمين يعتقد أن الإسلام جاء لتأدية الفرائض والعبادات فقط، ويتناسون أن الإسلام منهج حياة ودين لتعبد الخالق وكمال للأخلاق، وتتلخص الأخلاق في الرحمة والعدل والصبر والرفق والحياء وما إلى ذلك مما يدور في فلك أقوال رسول الرحمة، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «من لا يرحم لا يرحم»..
وتتمثل القيم الأخلاقية التي تجعل الشخص في مقامٍ عالي منها؛ (إعدلوا، ولا تعتدوا، ولا تعثوا في الأرض مفسدين، ولا تلبسوا الحق بالباطل ولا تقف ما ليس لك به علم، ولا تمش في الأرض مرحًا، ولا تصعر خدك للناس، ١واخفض جناحك للمؤمنين، واغضض من صوتك، واقصد في مشيك، وأعرض عن الجاهلين، خذ العفو وأمر بالمعروف).
(ادفع بالتي هي أحسن، ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة، لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى، ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل، ولا تنابزوا بالالقاب، لا يسخر قوم من قوم، ولا يغتب بعضكم بعضًا، ولا تجسسوا، إجتنبوا كثيرًا من الظن، أدخلوا في السلم كافة، وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها)..
(وبالوالدين أحسانًا، وذي القربي واليتامى، وأطعموا البائس الفقير، ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب، وآتوا اليتامى أموالهم، أنفقوا مما رزقناكم، وقولوا قولًا سديدًا، وقولوا للناس حسنًا، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)..
(وأحفظوا أيمانكم، وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم، وأوفوا الكيل إذا كلتم، وزنوا بالقسطاس المستقيم، كونوا مع الصادقين، أوفوا بالعقود، كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم)، وغيره الكثير والكثير وهو أن يكون المسلم قرآنًا يمشي ويتحرك على الأرض في تعامله مع الآخرين وفي واقع الحياة حتى يكون خليفة الله في الأرض بحق وحقيقة.
وهذا هو منهج الحياة الصالحة.
*ترويقة:*
كان العرب قبل الإسلام ذو أخلاق كريمة واشتهروا بها وعرفت فيهم، ثم جاء الإسلام ولم ينكرها عليهم وحدث عليها الصادق المصدوق في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، أي الأخلاق الكريمة التي كانت في العرب في جاهليتهم الأولى التي فيها نقص أو تشوبها شوائب فجاء الإسلام ليتمم النقص ويهذبها ويكملها.
*ومضة:*
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وكمال الدين من كمال الأخلاق، وأكمل البشر خلقًا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى الله عنه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*