يمسي لليل قمر
الشخصية الثلاثون من كتاب شخصيات مؤثرة
الكاتب : محمد ابراهيم الشقيفى
حين يعكف الدمع في خلوة البكاء يشحب لون الوجه الداكن من البرد القارس في الخلاء يعجز العقل أسفا عن التحكم في خلاياه يتراجع المرء كثيراً عن مشهد الصدارة تستنفر البصيرة كل أمر واقعي تفقد الجوارح هيبتها داخل كهف الصرخة فيه بلا دعم شلت أطراف يمين الحركة سكب وعائي يشتد ظمئ
تقف النفس عاجزة أمام تلك الحرائق الداخلية تكبل الأوردة ذهني الشارد بالاصفاد ثم تتوقف فجأة إشارات البث عبر التشويش الحسي تعطلت حركات الهمس أصاب الفكر عطب إيماني تتجلط المشاعر في بحيرة ثائرة تبكي الضلوع بين الدروب حائرة أين الفارس ذو القناع الذهبي فإن صراع الدنيا معي أراد أن يلقيني على حافة الهاوية أوشك الساتر الترابي على الإنهيار القلب غير جاهز للالتحام والدخول في صدمة قاسية.
رغم شراسة معركة الحسم والسلام الداخلي استشعر عيون تراقب الوضع الراهن عن كثب عبر الخنادق المحفورة بحرص على غير عجل ظهرت مثل الشموع المعطرة ثم ابتسمت لوحت لي كالعادة في كل مأزق بهمس مفهوم وهي تثقب من أجلي جدار الهموم تأمل أن تعود بي مجبورة الخاطر بعيدة عن السهام المارقة .
رأيت أبي أبصر فؤادي حلاوة التمر بين أغصان أطروحة الحياة اعطاني ثمرة تجلي الصدر استنشق شهيق بلا رزاز أو غبار.
اتناول الحديث عن قوافل الدعم للابناء من آباء اعتادوا أن يغرزوا فسيلة الدواء التي نقاوم بها مسخ البلاء و شبح الخراف قبل الأوان لكي تنشط الذاكرة من جديد وتعود النفس ادراجها تسترجع الهيبة مكانها الصحيح يمسي لليل قمر وضع الظلمة تحت مجهر القيادة لتستنير عقولنا بالحقائق.
أبحث عن أبي لأجد حلاوة التمر في ركاب يمر فوق طمي شائك لونه كاحل بعد أن أطفأ الجرح شمعة الصبر في عرض النهار تجاوز بي عثرات المحن وعشرات الأزمات لقد عكست الدنيا في عيني صورة سباح تعلم فن العوم خصيصاً يجدف في عرض البحر يطمح أن يزج بي مرة أخرى معافي بين أحضان الحياة.
هناك من يقف خلف أيامي يمنحني شخصيتي بعد ضربات متتالية لا يبالي يسد ثغرة الضعف ثلاثية الأبعاد كي يتخطى بي حيز الألم وهو حالم صامد .
تلك ملامح الأب النقية ولون العيون البنية تتوسط جبين رأس التي غزاها شيب أبيض لم تعزل نفسها عن الوقوف جواري اعطتني كل شيء اثرث في مخارج الفاظي .
بكل شفافية اتلعثم لو صرت وحدي أشعر أني كفيف لو توارى برهة خلف ظلي إن كان العالم غني عن سرد أوصاف البدر فأني اوأكد للدنيا أنه قد كفاني هو بطل قصتي الأوحد رفيق المسيرة التي أوجدها القدر لست في حالة استغناء بعد لوعة الاسترخاء وشعور الأمان أرغب في وصف يشبه روعة صفاء السحاب وهي تمر جوار الشمس مطمئنة في سلام .
يا أطروحة الحياة أجب عن سؤالي كيف جملت كل خصالي وجعلتني أسير في كل إتجاه.
أبي الذي حملني فوق أكتافه وقد بلغت من الكبر عتيا واسقط الخريف بعضاً من أوراقي لكن مازال الأب ركيزة العمر شجرة يستظل تحتها من أراد أن يبحر من غير غرق وهو يصاحب الموج و يأمن الغدر فوق جبال مزقت خيامها قسوة الحياة.
تمسكوا بالأباء تنزهزا بحرص عن بعد الجفاء ادركوا سر السعادة فإن النجاح الفعلي يكمن في نظرة رضا الأب ولو كانت خلسة عابرة .
في نهاية المطاف لكل منا شخصية قد تؤثر سلبا وايجابا تمضي معه أينما كان ذهاباً وإياباً
فلم أجد أفضل من صديق مخلص يعطي بلاحدود لا يعرف من أجلي لليأس وجود
إنه الأب ركيزة العمق سلسلة تربط افكار العقل بوجدان القلب شجرة يغرد فوقها حلمي يطربني بكلمة تكفيني وتوقيني مدي الدهر .