انا جندي مهزوم … ” الفصل الثالث عشر “
من حكايات الواقع … حكاية سحر عبدالله
✍️ د. فايل المطاعني :
هُروبك ممَّا يؤلمك، سيؤلمك أكثر، لا تهرب تألَّم حتَّىٰ تشفىٰ.
عدت إلى البيت ،اقصد بيت زوجي ،وانا احمل أذيال الخيبة، لم أشعر بالفرحة ،لرؤية زوجي ،لم يمهلني لافعل ذلك، لم يحتوي ضعفي و انكساري وحاجتي إليه.
لقد استنفدت كل طاقتي ،فى مواجهات مع زوجي ،ساءت حالتي كثيرا ، وأصبح الاكتئاب لا يفارقني، تعرفون الجندي عندما ،يهزم يري الاعداء يحيطون به من كل اتجاه ، لا يعلم ،ماذا يفعل فقط ينظر نظرة انكسار لاعدائه ويرضخ لشروط اعدائه ليس جبن منهم أو خوف ،هو جندي يعلم ،انه داخل معركة يا اما ينتصر أو يهزم ، ولكن لأنه استنفذ كل طاقته ،فلم يعد لديه اي طاقة للمقاومة ،وهذه حالتي ،انا جندي مهزوم ،لذلك رضخت لكل طلبات زوجي ،او لنقل ذلك العدو الذي أسرني ،لقد سرق كياني وشخصيتي ، اصبحت مخلوقة فقط لكي انفذ أوامره!
انشغلت بعد ذلك بالتحضير ،لزفاف اختي الصغري،فكنت معها باستمرار، أساعدها واذهب معها ،لشراء احتياجاتها ،وعندما حان موعد الزفاف ،كنت سعيدة جدا ،ورقصت معها ومع زوجها ،وكأنني اري فيها نفسي ليلة زفافي وايضا أعوض ،خيبتي، يوم زفافي ،وكأنني انتقم من نفسي ،وكأنني اقول لمجدي،لتذهب انت وغيرتك إلى الجحيم، ومثلما توقعت عندما عدنا إلى البيت ،فتح معي تحقيق ،نعم تحقيق ،وليست المسألة غيرة زوج ،والله كنت سوف افرح ،انه يغار علي،ولكن المسألة تحقيق، لانه شخصية ضعيفة ناقصة،باقي أن يأتي بالعصا الكهربائية ،و يضربني بها ،مثلما يفعل المحققين غلاظ القلوب .ليكتمل التحقيق
بدأ حديثه معي هكذا
مجدي:كيف أتتك الجراءة لترقصين بتلك الطريقة المهينة؟!
دهشت لتوجيه السؤال بهذه الطريقة التي فعلا كانت مهينة!!!
فقلت له وبكل هدوء،وانا تعمدت أن اشعل النار فى قلبه ،فذلك غيض من فيض مما يفعله بي يوميا .
قلت له :أنا لم افعل شيئا خاطئ، لقد رقص الكل، فقلت وانا ابتسم لكي اشعل النار أكثر في قلبه : رقص الجميع فرقصت انا ايضا .
ونهض من الكرسي غاضبا وهو يقول :تقصدين رقصت معه هو ؟
ولا زلت محتفظة بابتسامتي : هل تقصد زوج شقيقتي ؟ يا رجل أنه مثل اخي الأصغر.واطلقت رصاصة الرحمة عليه فقلت له :هل انت تغار ؟؟؟
وصمت ،لم يعرف بماذا يجيب وسقط على الكرسي منهار ،وهو ينظر اللى بغضب ،وانا ابتسمت ابتسامة المنتصر ،نعم جندي مهزوم ولكن بداخله منتصر على عدوه …. و غدا نلتقي …….يتبع