الاعتراف بالجميل
حديث الجمعه
✍️ د. سعاد حسني :
لقد أنعم الله _ سبحانه وتعالى _ علينا بنعم كثيرة، لا تعد ولا تحصى. ومن هذه النعم وأحسنها و أعظمها الأخلاق. والتى هي بدورها تتجزأ إلى مبادئ كثيرة، وعديدة. ومن بين هذه المبادئ الاعتراف بالجميل. فإن الإنسان الذي يتحلى بهذا المبدأ، وهذه الصفة يكون من ذوي الأخلاق العالية السامية. فنادرا فى زمننا هذا من نجد إنسانا يعترف بجميل أحد عليه. بل ما أكثر من ينكر جميل الأخرين عليه، ويجحده؛ وكأنه ليس له علاقة بمن صنع له معروفا، أو قدم له خدمة، أو وقف بجانبه فى يوم من الأيام، فى وقت كان فيه غارقا، يتمنى أن يجد أحدا يقدم له طوق النجاة، ويأخذ بيده، أو يفك كربة له بشكل أو بأخر. وكأن هذا هو العادى بالنسبة له. ولا يدري وهو فى زمرة هذا الصنيع أن الاعتراف بالجميل من شيم وخلق الأنبياء، وسمة فى النبلاء. وهو يدل على أنه من أصل طيب، وعفيف النفس. فهنيئا لمن يتحلى بهذه الصفة الجميلة، وهنيئا له بأنه يتصف من بين صفوة الأنبياء والأتقياء. وياله من شقاء من يفقد هذه الصفة الثمينة التي لا تقدر بثمن.