قلب لا يعرف الحب

قصة قصيرة

✍️ د /. سعاد حسني : 

عالم مملوء بالشهرة و الأضواء، مملوء بالحركة والنشاط، والحياة المختلفة على كثير من الناس، والتى لا يعرفها إلا أصحاب هذه المهنة. تعيش سهير التى تعمل فنانة ( ممثلة)، والتى يعشقها جمهورها؛ لفنها الراقي، وأسلوبها البسيط والذي يصل للقلب قبل سماع الأذن. ووراء هذه النجومية تعيش سهير حياة أسرية بائسة؛ فهى زوجة لإنسان لم يتحمل المسؤلية، ولم يعرف معنى الأسرة، والأولاد. وكل همه نفسه فقط لا غير. ووجدت نفسها مسؤلة عن أبنائها ونفقاتهم. فابنها كبير هيثم فى السنة الثانية،. كلية تجارة، وابنتها فى الثانوية العامة ووسط هذه الحياة تعيش سهير حياتها بحلوها ومرها مع أولادها. وبسبب الخلافات الكثيرة بينها وبين زوجها، وبسبب طباعهما المختلفة؛ حتى أصبحت الحياة مستحيلة بينهما، تم انفصالها عن زوجها منذ سنة، ولكن بدون وثيقة طلاق شرعية. وأصبحت سهير هى المسؤلة تمام عن أولادها. وفى يوم من الأيام، وأثناء قرائتها لأحد السيناريوهات، دق الهاتف، وعند ردها عليه قالت له :مين حضرتك؟ فأجابها : أنا أحد المعجبين بفنك، ومتابع جيدآ لكل أعمالك. وهنا تابعها بسؤال
وكأنه يعرفها من سنين. كيف حالك يا سهير؟ وهنا مع التركيز لفت نظرها أن رقم الهاتف عليه رمز أرقام السعودية. وهنا سألته من أنت؟ وما جنسيتك؟ وما عملك؟ فأجابها بكل سهولة، ووضوح : أنا د / ( محمد خليل) منتج أغاني وأفلام، وأنا مصري، تركى الجنسية، وأقيم فى السعودية، ولى أعمال هندسية كبيرة، وهنا قاطعته الحديث، ووجهت له سؤال فى اندهاش، ما علاقة الفن بالهندسة؟. فأجابها : أنا أحب الهندسة وأعشقها، كما أحب الفن
وأعشقه . ومع تكرار المحادثات بينهما؛ فهى تعشق النجاح والتميز ، ومن خلال كلامه معها، جذبها أسلوبه الراقي المهذب، والذي ينم عن الرقي والتحضر.
وأخذ حديثه يتسلل ويخترق قلبها رويدا رويدا؛ فهو إنسان متميز له أعمال خارقة، وهى إنسانة رقيقة، حساسة، طيبة، وعلى الرغم إنها تعمل فى مجال الفن؛ فهى مهنتها التى تنفق منها، كما أنها كانت حريصة دائما على تقديم أعمال ليس بها إغراء، أو خدش للحياء، كما أن تكون أعمال ذات رسالة وهدف. غير أنها ذات أخلاق عالية، ولا يعنيها إلا أولادها، ومستقبلهم. ووسط هذا الزحام والصراع بين مسئولياتها كأم، وحياة مفككة مع زوجها، والتى مازالت على ذمته شرعا. ظهر هذا العملاق. هذا النموذج الناجح، الجذاب، وخاصة عندما بعث لها بعض الفديوهات الخاصة بأعماله الفنية، والهندسية. فكل فديو يبهرها أكثر مما قبله، ويزيدها إعجابا به. واستمرت العلاقة بينهما لمدة ثلاثة أشهر. وأخذا يتبادلان الحديث وفى إحدى المرات فاجأها بسؤال : هل أنت متزوجة؟ فردت سهير : أنا زوجة وأم لولد وبنت.

انتظروني العدد القادم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى