متاع الدنيا
✍️ صالح الريمي :
بعض الشباب يبالغ في شروط اختيار الزوجة والمواصفات الخُلُقية والخَلْقية التي يجب توفُّرُها فيها، والواجب على الشاب المسلم الحرص على اختيار المرأة الصالحة، القانتة، الحافظة للغيب بما حفظ الله، وليس معنى ذلك أن يهمل الجمال وباقي المتطلبات، بل لا بد أن تكون مقبولة لديه؛ لتتحقق الأُلفة والمتعة والمودة، ولتعفه عن المنكرات، ولكن الجمال المقبول بدون الصلاح والتقوى نقمة، وليس نعمة؛ قال تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ..
شاب يريد الزواج وسألني عن مواصفات زوجة المستقبل وامنياته فيها، قلت له، “أتدري ماذا يعني أن تجد امرأة تتزوجها على مقاس أمنيتك تمامًا!! قال: كيف؟ قلت: أن نجد في زوجتك الطف، الرفقة، الرقة، الصديقة، يكون كتفها سند لرأسك، وقلبها مستودع لهمومك، تتحملك في أسوء حالاتك وظروفك، تستقبلك وتودعك شوقًا إليك”!.
إذا منحك الله زوجة مثل هذه فقد منحك الله كل شيء في الدنيا، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة، وقال صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).
*ترويقة:*
قال عليه الصلاة والسلام: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ)، يقول ابن عثيمين رحمه الله في تفسير الآية: “إذا وُفِّقَ الإنسان لامرأة صالحة في دينها وعقلها فهذا خير متاع الدنيا لأنها تحفظه في سره وماله وولده وإذا كانت صالحة في العقل أيضًا، فإنها تدبر له التدبير الحسن في بيته وفي تربية أولادها..
قال القرطبي: فُسرت المرأة الصالحة في الحديث بقوله: “إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها طاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله”.
*ومضة:*
قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾، ومن علامة هذا الحُب: تعلق الزوجة بزوجها، وتفضيل الحياة معه على غيره، وطاعته وطلب مرضاته، وتقديم هواه على هواها.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*