حوار مع الكاتب الجزائري جمال فوغالي

حوارات صيفية مع سمير

• حاوره: سمير تلايلف


• الكاتب والأستاذ جمال فوغالي أهلا بك، بداية أنت ابن عنابة الساحرة، ونحن في فترة الصيف، أين تفضل العائلات الجزائرية قضاء عطلتها ببونة، لو طلبت منك أن تكون سفيرا لعنابة وبقلم الكاتب والأديب، ماذا تخبرنا عن عروس المتوسط؟


جمال فوغالي: بونةُ تاريخٌ يضربُ بجِرانهِ في عمقِ الإنسانيَّة منذُ آلافِ السنين، وهذا إيدوغُ في تعاليها، هيبوجيريوسْ في الزمنِ الأول عمراناً وحضارة، وهي هيبون الملكيَّة إنساناً وآداباً وفنوناً، وهي بونةُ السَّاحرَة بحراً واخضراراً ولَنْجاً وريْحاناً، وياسميناً وعُنَّاباً، وهلْ ننسى القرُنفل؟


وبونةُ الخلاَّبةُ سماءً وازرقاقاً في نشزٍ منَ المحبَّة في قلبي العامرِ باسمِها، والبكريُّ في الممالكِ والمسالك يعلي منْ شأنِها والمكانة، وطفولتي هنا وتعليمي كلَّهُ، وحبي هنا والهيام، والكورُ الشاهدُ والدليل، والبحرُ والقطارة وعين بنتْ السلطان والمنارَة في المشتَهى منْ شاطىءِ عين عشير، مروراً بالخروبة وصعوداً إلى شاطىء وادي البقرات،بوقراط، وجنان الباي، ويباركها سيدي إبراهيم بن تومي وسيدي مروان الشريف، وهنا كان القديس أوغستين يكتبُ اعترافاتِه عند مدينةِ اللهِ والشعراءِ والأولياءِ منَ الرڤودْ السبعة، وهمُ الأيقاظُ في الأنباض، والعاشقين، وهنا جدي السرديُّ الأولُ في العالمينَ منَ السرود أبوليوس، والحمارُ يشعُّ منْ شعريتِهِ والخطابة ذهباً خالصاً في الخلودِ منَ الكتابَةِ في الأبديَّة.


• كيف يقضي جمال فوغالي أيامه الصيفية في رحاب المدينة الشاسعة والفاتنة وبين كتبه وعالمه الأدبي، وهل يختار أماكن معينة وعناوين كتب معينة لتمضية العطلة الصيفية – حدثنا عن عالمك وعوالمك -؟


جمال فوغالي: إنِّي وقدْ عدتُ إليَّ، وقدْ غادرتْ عنْ طيبِ محبَّةٍ وزارَة الثقافة، وقدْ كنتُ مديراً للكتاب والمطالعَةِ العموميَّة بأعاليها منْ الهضبةِ التي تعانقُ السماء، وتطلُّ في خيلاء على منحدرِ السيدة المتوحشة، وهي البريئةُ مما ينسبُ إليها، وعلى البحرِِ الممتد بزرقتِهِ الحريريةِ الشفيفة إلى الأمداءِ البعيدَة، وعلى مقامِ الشهيدِ في تعاليهِ والطَّهارَة ملوحاً بدمِهِ النبيِّ لمسجدِ الجزائرِ في كبريائهِ المحمديِّ بالمئذنةِ الوضيئة التي تتعالى في السحيقِ منَ الزرقةِ الرهيفة،تريدُ الغيمَة الشاهقَة في مندوفهِا منَ البياض.


هذي مكتبتي هنا، وقدِ احتوتْني إلى عناوينِها منَ الروايةِ والشعرِ والفلسفةِ والدين والصوفية والتاريخ والموسيقى والسينما والسيرِ الشعبيَّة، فآتيها في كلِّ أوقاتِها فجراً أو ضحًى، صباحاً أو غسقاً، ولعلني أجدُني بها حتى الهزيعِ الأخيرِ من القراءَة والكتابة، وتشدني أسماءُ كتابها والمبدعين، فأسلمُ عليهمْ وأعتذرُ لهمْ عنْ غيابي عنهمْ، وهمُ الحاضرون في الحياة، ها هنا المتنبي وأبو العلاء المعري، وهنا العقاد وطه حسين، وهنا جبران خليل جبران وسيدي الطاهر وطار وعبد الحميد بن هدوڤة، وأحدثُ محمد ديب شاعراً وروائيًّا منْ دار اسبيطارْ إلى السيمرغْ وألاعبُ الطفلةَ الموريسكيَّة، لعلَّني بالروح أطيرُ إلى سماء مالك حداد، فأتقرى ازرقاقَها، وليسَ لي غيرُ “الطَّواسين” و “الفتوحات” عاشقاً مستهاماً، وكيفَ للعاشقينَ أنْ يملوا عشقهمْ منذُ عنترَة والقيسيْن إلى نزار قباني، وصولاً إلى أدونيس و”منارات” سان جونْ بيرس والشاعرِ الكونيِّ محمود درويش إلى جدي جلال الدين الروميِّ، وأعودُ أدراجي كي أقرأ عبد الرحمن منيف، وقدْ أبدعَ في رواياتِهِ اللحظةَ العربية، منْ شرقِ المتوسط إلى مدنِ الملحِ التي منْ رمالٍ وهي تتحركُ بها، والغرقُ آتٍ لا محالة منهُ ولا مناص، وغزَّة تكتوي الجحيمَ والإبادَة، والرقصُ لا يتوقف، وصراخ الأطفال جوعاً وعطشاً واحتراقاً، والعربُ العاربةُ والمستعربة والنطيحةُ وما أكلَ الذئابُ في بُلهنيَّةٍ منَ الذِّلَّةِ والمسكنةِ والهوان، واللهُ محيطٌ بهمْ ويتركهمْ يعْمهونَ إلى اليوم الموعود، فيشهدُ الدمُ المظلومُ عليهمْ يومَ يجيءُ عاريًّا إلاَّ منِ احمرارِه الزكي، مطالباً بالقصاص ممنْ تخاذلَ وباعَ القضية في سوقِ النِّخاسة.
وأجدني منْ حينٍ لحينٍ عند الكور العظيم، أتهجَّى بالقلبِ الذاكرَة والتاريخَ والطفولَة واليتمَ والنجاحَ والفشل، والإصرار على الحياة، وهذي ابتسامتي الأمارَة، إنِّي في المجدِ منْ كلِّ ذلك، وإنِّي ممتدٌّ في الحياةِ إذْ ترافقُني المحبَّة وليسَ لها أنْ تفارقني والحنين، والبحرُ بالصدرِ خضيم.


• هناك موضوع خلق جدال كبير في الساحة الأدبية في الجزائر مؤخرا، ألا وهو رواية «هوارية»، هل قرأت الرواية، وما رأيها بها؟


جمال فوغالي: بالتأكيد، قرأتُ الرواية، وقدْ أرسلَها لي أكثر منْ صديق، وأنا هنا أشكرُ لهمْ هذا الصنيع الجميل، وكنتُ قد علقتُ على ما يحدث، ولمْ أتحدثْ قطُّ عن متنها، لأنني وقتَها لم أكن قدْ قرأتُها ما عدا ما نشرَ حولَها، وكانَ بعيداً عن محتواها والسردية التي انبنتْ عليها، ونهضَ معمارُها والقائمون بالسرد على قولِها في تعددِ أصواتِها السرديَّة تنسيباً للحقيقةِ إبداعيًّا وواقعيًّا، وما أثارني في البداية منْ هذه”الهبَّة”حولَ الرواية، وقدْ تمَّ توزيع جائزة آسيا جبار، أن تقريرَ اللجنةِ كان فضفاضاً لا يدلُّ على الرواية الفائزَة ولا يشيرُ إليها، وقدْ يستوعبُ الروايات الثلاث الفائزة في سلَّةٍ واحدة، وقد قلتُ هذا للصديق الأستاذ الدكتور عبد الحميد بورايو، وما أثارني أنَّ شرطاً منْ شروط نيل الجائزَة يؤكدُ على المشاركين الكتابَة بما تؤمنُ بهِ آسيا جبار وتعتقدُه، وهذا الشرط، في رأيي، مصادرةٌ لحريَّة الكتابَةِ ذاتِها، فلمْ أسمع، وبما أعرف، أنَّ جائزَةً تتسمى باسمِ كاتب(ة)ينبغي أن تدور في فلك منْ تسمتْ بهِ الجائزَة فكراً ورؤيةً ورؤيا، وهنا ما كان يجبُ أن يكونَ هذا الشرط، وهو أمرٌ لا يرتضيهِ أحد منْ أحد، وكان يمكنُ للجنة القراءةِ أنْ تلغيهِ باعتبارِهِ إرثَ السابقين منْ لجان القراءة التي تتابعت سنة بعد سنة!
وما حزَّ في القلبِ أنَّ “بعضَ” الأكاديميين والأساتذَة النقاد تناولوا الرواية دون الحديث عنْ هشاشةِ بناء الشخصياتِ وردود أفعالِها واختلافاتِها الفكرية والفلسفية والاجتماعيَّة، دونَ أنْ يخوضوا في اللغة السردية التي قامت عليها الرواية، إلاَّ قلَّة نادرة، فيما توجهت فئةٌ أخرى للحديثِ عن مآلات الرافضين والمؤيدين، وتدخلَ قومٌ آخرون لا علاقة لهمْ بالسرد والسردية، والحال أن الكتابة الروائية تمنحنا الوهم بالمحاكاة، ولنا في ظلال أفلاطون منَ الكهف الدليل، فهل يعقلُ أنْ يُخافَ على الدين منْ”جمل بذيئة”بين دفتيْ كتابٍ لمْ يوزعْ منذ معرض الكتابِ الدولي في العامِ الذي مضى، وأن الذينَ قرأوها لا يتعدَّى، وقتها أصابع اليدين، ولمْ يثرْ حولَها كلُّ هذا اللغط والبلبلَة والتنابز بالألقاب، فاستوى الجميع، إلاَّ منْ رحمَهُ منطقُ النقد باعتبارِهِ آلية عارفة، لها منهجها الذي يعلو ولا يُعْلى عليه.
وقدْ آثرَ آخرون الصمتَ وكانوا يقدمون لنا الدروسَ فيما ينبغي أنْ تكونَ عليهِ الكتابَة الإبداعيَّة، ويرغونَ بذلكَ عند الصباح وعند المساء.
والخلاصة، أنَّ ما ينفعُ الناس فيمكثُ في الأرض، وأنَّ ما دونَهُ سيذهبُ جفاء تذروهُ ريح النسيان والأتربَة، وأنَّ الفنَّ الخالصَ الذي يقولُ الإنسان شعراً أو سرداً أو فنوناً في أنواعِها كلِّها سينهضُ باقيًّا في الخلود مقيماً في الأبديَّة.


• شعب يقرأ شعب لا يجوع ولا يستعبد، مقولة يرددها الكثيرون، هل تعتقد أن الكتاب من أولويات المواطن الجزائري، وبطريقة أخرى هل الجزائري يقرأ؟


جمال فوغالي: كثيراً ما يطرحُ هذا السؤال، في كثيرٍ منَ الأحايين، وكلٌّ يدلي بدلوِهِ في هذا الأمر دون تبصرٍ ودونَ روية، والمعطياتُ مجهولَة، وإنْ كانتْ موجودة فيكذبُ بعضنا بعضاً في دقتها والصدق، وهناكَ آلياتٌ كثيرَةٌ تحولُ دون تحقيقِ الغاية المرجوَّة، لأنَّ القراءة تدبرٌ وهي جوهرُ وجودنا أجمعين، والتجربةُ في الحياة قراءة، والكتب اللائي يجيدون قراءتَها فعلٌ في الوجود وفي الحياة، رغمَ ما عملتْ على طمسِهِ سلوكاتنا والتصرفاتُ المشينَة في حقِّ أنفسنا والأجيال التي بيننا والآتية.
إننا نقرأُ ونحنُ جوعى لما ينبغي أنْ تكونَ عليهِ آداب الحوار، وعطشى لما يجبُ أنْ تكونَ عليهِ مداركنا، ونقرأُ ونحنُ مستعبدونَ بأفكارنا ومعتقداتنا التي لا يأتيها الباطلُ منْ بين يديها ولا منْ خلفها ولا من قدامِها، وهذا ما يجعلنا على أنانياتنا نعيشُ التخلفَ المقيت، ولو أننا في القرنِ الواحدِ والعشرين وفي ألفيتِهِ الثالثة، وهذا تشرذُمنا والهوانُ الدليل على ما وصلنا منَ الحضيضِ إليه.


• الإيحاء الجنسي في الأعمال الأدبية الجزائرية، كيف تراه، وهل الرواية الحديثة تتطلب إغراء القاريء بإيحاءات جنسية لشد انتباهه؟


جمال فوغالي: الجنسُ في الكتابة كان منذُ الأزل وسيبقى لأنَّ ذلكَ مرتبطٌ بالإنسان، والإنسانُ حيٌّ في الحياة، والجنسُ ليسَ بدعةً في خلقِ اللهِ بما يفرضُهُ السياق الذي تبتغيهِ الكتابة نفسُها، والسردية العربيَّة ظلتْ على وفاق معهُ وانسجامٍ في السردِ والشعرِ منَ التراثِ العربي، وفي ملحمة گلگامش في ليالي أنكيدو الثماني في العالمِ السُّفلي مع الخادمة شاما، والإشارَة الإلهية في القرآن منْ سورة يوسف في الأعالي منَ الطَّهارَة، وقد تبينَ لهُ برهان ربِّه، ودخل السجنَ وكانَ بريئاً، وقدْ شهدَ شاهدٌ منْ أهلِ زليخة التي اعتذرتْ ودعتْ ربها كيْ يبني لها بيتا في الجنَّة.
واتخذ الجنسُ أساليبَ متعددة في الرواية، وقدْ كانَ الانفتاحُ على الغربِ وعلى الحريَّة الأداة والوسيلَة، وهلْ ننسى ألف ليلةٍ وليلَة والروض العاطر وفقهيًّا عند السيوطي وفيرِه؟
وكلها زاخرٌ به، ويتبدَّى في الرواية بمستوياتٍ مختلفةٍ تعودُ لثقافة الكاتب ودرايتِهِ بالكتابة، فلا يكونُ الجنسُ مقصداً وغاية، والروايةُ فنٌّ إبداعيٌّ مستحدثٌ عندنا، وهناكَ منْ يتكالبُ على الجنسِ في الرواية بهرجاً وتحديًّا لقيمِ الكتابة ذاتِها في فنيتِها المتعاليةِ عنِ السقوطِ في متاهاتِهِ بدعوى الواقعيَّة ارتزاقاً وسمسرَة، والواقعيةُ براءٌ منْ ذلك.


• الجوائز الأدبية الجزائرية التي عادة ماتخلق زوبعة من الانتقادات بين من يستحقها وبين انحياز مانحيها لأسماء معينة عن غيرها، ماذا تقول في هذا المجال؟


جمال فوغالي: الجوائزُ قدرُ الكتابَة منذُ كانت الكتابة اعترافاً وتقديراً وتجلَّةً ومحبَّة، وقد تكونُ الجائزَةُ تصفيقاً، وقد تكونُ تصدُّراً لصاحبِها في المكانة، وقدْ كانتْ كيسَ دراهم معدوداتٍ وغيرِ معدودات، كما كانتِ الجائزةُ حظوةً تثيرُ الأحقادَ والضغائن، وهذا المتنبي الدليل والزِّعنفَة الأمارَة، والجائزَة أصبحتْ في عصرنا تشوبُها كثيرٌ منَ الهنات والملابسات التي لا تمتُّ بصلةٍ للجائزة، ومردُّ ذلكَ المال الذي خلفها والذي يسيلُ لعابَ الكثير، حتى غدا البعضُ يتصيدُها ويجعلُ منها الطَّريدَة، وهناك منْ يستعملُ الكولسَة للحصول عليها، فلا فرقَ يصبحُ بين الجائزة الأدبية والكولسات الحزبية القميئة، فيكثرُ التلاسنُ والتنابزُ بالألقاب والإساءات التي تشوِّهُ الفائز فيسيؤون إليه، ويعملُ بعضُ الذين أخفقوا في إشعالِِ نيرانِها، وإنِّي مع الصديقِ الشاعر الأستاذ الدكتور عبد الله العشي حينَ لعنَ الجوائز، ولعنتُها معهُ إلى يومِ الدين حينَ يصبحُ الفوزُ بها إساءةً للكتابةِ ولمنْ منحها إلى غيرِ مستحقيها.


• نعرج الآن على الجوائز الأدبية العربية، هل تخدم النص المتوّج أم صاحبه وهنا ننوه بالأدباء الجزائريبن الذين تحصلوا على هذه الجوائز؟


جمال فوغالي: أكادُ أكونُ الأول في تهنئةِ الأصدقاءِ الأحبَّة الجزائريين الألى فازوا بالجوائز العربية، على اختلافِ أنواعِها بينَ الرواية والشعرِ والنقد، وأعتبرُني الفائزَ بها، لأنها شرف لهمْ ولنا جميعاً استحقاقاً واعترافاً بما وصلتْ إليه الكتابةُ من تقدير في الجزائر، وقدِ اكتسبتْ أحقيتَها لغةً ومعرفةً وبناءً وحبكاً وسبكاً، وقد تقعُ الجوائزُ العربية في مثلِ ما وقعت فيه أعلى جائزَة عالمية، وهي جائزة نوبل، التي أثارتْ حولها كثيراً منَ اللغطِ السياسي والأيديولوجي والاستعلاء على كثيرٍٍ منَ الأمم.


• كنت مسؤولا في وزارة الثقافة سابقا، كما أنك كاتب وأديب، برأيك من الذي يخدم الثقافة أكثر، المسؤول عنها، أم الفنان والأديب والمبدع؟


جمال فوغالي: جئتُ وزارَة الثقافة كاتباً، وأصبحتُ مسيِّراً يحملُ تجربةً كبيرَة وممارَسةً لها نجاحاتُها والإخفاقات، ككلِّ عملٍ بشري، والنيَّةُ كانت وما تزالُ صادقة، وما أزالُ كاتباً بعدَ طلبي مغادرَة منصبي باعتباري مديراً للكتابِ والمطالعة العمومية بالوزارَة، وعملتُ على هذا الأساس في المناصب التي منحتني بلادي شرفَ الوصولِ إليها من معسكرَ إلى قسنطينة وبومرداس وصولاً إلى الوزارَة، ويعرفُ الداني والقاصي ما بذلتهُ منْ أجلِ الثقافة في بلادي بما كانتْ تسمحُ بهِ صلاحياتي التي يخولُها القانون، وإنِّي معتزٌّ بذلكَ ومفتخر، ولي منَ الأحبَّةِ العارفين الصَّادقين منْ يشهدونَ على ذلكَ كتاباً وفنانين ومسرحيين ومواطنات ومواطنين منْ داخلِ الوطنِ وخارجِه، وما تزالُ الصداقةُ قائمة، وهذا ما يبقى منَ الإنسان.
وها أنا ذا أعودُ لمكتبتي، ولمْ أغادرِ القراءَة ولا الكتابة، مؤمناً بالحياة وبما منحتني إياهُ منَ التقديرِ والاحترام، مواصلاً الكتابَة ولعلني أجمعُ نصوصي الإبداعية، وهناك منَ الأصدقاء منْ دور النشر المحترمة منْ دعاني لإصدارِها، وأنوهُ هنا بدار خيال للصديق رفيق طيبي، ودار بهاء الدين للعزيز حكيم بحري، وسيكونُ الحديثُ عنْ ذلك في حينِه ممَّا سيجيءُ بهِ الغد.


• وصلنا لنهاية الحوار، عنابة والجزائر فخوران بك، عطلة سعيدة، في الأخير، نترك لك كلمة الختام.


جمال فوغالي: محبتي لكمْ جميعاً، وليسَ للحياةِ منْ معنى دونَ محبَّة، ولا للكتابةِ ذاتِها التي لا تنشأُ ولا تؤتي أكلها إلاَّ بالمحبَّة، فالمجدُ للمحبَّة أينما كنَّا وحيثما وجدنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى