22 يوليو ذكرى اغتيال المقاتل ناجي العلي المؤمن بقضيته

✍️ لطيفة محمد القاضي : 

لا يزال أمر ملف قتل ناجي العلي مبهمًا، ولا زالت السيناريوهات مستمرة لمعرفة من الذي قام بقتله؟ فتحل في هذه الأيام الذكرى السابعة والثلاثين لاغتيال ناجي العلي.
لقد دفع ناجي العلي ثمن ثبات رأيه لم يخف رأيه عن الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ،وعلى نفس هذا القياس يمكن القول أن الشهيد ناجي العلي فنان الكاريكاتير تم اغتياله في لندن ؛ يعتبر من المبدعين المعاصرين الذين كانوا يرفضون حصار الأيديولوجيا، وكل ما هو سائد فهو يمتلك في أرشيفه رسومات غير منشورة أكثر من المنشورة منها.
ساهم في دعم القضية الفلسطينية بحوالي ٤٠ ألف عمل فني فريد ومميز ، وصاغ من خلال ريشته ورؤيته الخاصة باستخدام رسم كاريكاتير مبدع كان يعبر به عن اتجاهه فأبدع في رسم اللجوء والمنافي والتشرد والكفاح المسلح والثورة الفلسطينية ومقاومة الأعداء، وكل ما يصبّ في نصرة فلسطين والفلسطينيين وقضاياهم وهواجسهم.
يعد ناجي العلي من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على ريادة التغيّر السياسي باستخدام الفن.
يقول ناجي العلي : “اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرّف حاله ميت”.
يعتبر ناجي العلي أحد أهم الرموز الوطنية والفنية على الساحة المحلية والعربية والدولية،ويشكل “حنظلة” الشخصية الأشهر في رسوماته الكاريكاتيرية”عمل ناجي العلي على ابتكار شخصية “حنظلة” الشهيرة ،ومن هنا كانت بداياته الفنية،وحيث كانت موهبته تحت رعاية الأديب الفلسطيني غسان كنفاني.
بعد ذلك أصبح 》حنظلة《 بمثابة توقيع ناجي العلي على جميع رسوماته لقد لقيت هذه الرسمة استحسان، وحب الشعوب العربية كلها، وخاصة الفلسطينيين؛ لأنها رمز للفلسطيني المقهور والمعذب الذي يواجه الصعاب تحت دائرة وطأة الاحتلال. لقد عشق ناجي العلي فلسطين على طريقته الخاصة.
تعتبر رسمة 》حنظلة《 إشعاعه لفلسطين لتكون صورة البطل الباسل الذي يرفض التسويات المهينة والحلول المؤقتة وقسمة الأرض الفلسطينية.
إن شخصية 》حنظلة《 ستظل باقية؛ لأنها تجاوزت قضية محدودة إلى دلالات إنسانية أعمق وأوسع على أية حال بالرغم من مرور السنين يظل هناك للطفل الفلسطيني الذي يعطي ظهره للجمهور في رسوم العلي وصف لتاريخ شعب بأكمله.

أجرت الكاتبة المصريّة الراحلة، رضوى عاشور، في عام 1984 حوارًا مع ناجي العلي في بودابست العاصمة المجريّة: “قال فيه إن “شخصية هذا الطفل الصغير الحافي هي رمز لطفولتي. أنا تركت فلسطين في هذا السن وما زلت فيها. رغم أن ذلك حدث منذ 35 عامًا، إلا أن تفاصيل هذه المرحلة لا تغيب عن ذاكرتي وأشعر أنني أذكر وأعرف كل عشبة وكل حجر وكل بيت وكل شجرة مرت علي في فلسطين وأنا طفل”.

يذكر إنه تم اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهو في عمر العاشرة؛ إذ كان يرسم على جدران الزلزالة رسومات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين الأمر الذي ساعده على تنمية وازدهار موهبته الفنية .
ولد ناجي العلي في عام ١٩٣٧م في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، وتوفي في عمر الخمسين عاما.
أضاف ناجي العلي في المقابلة أنني “قدمته للقراء وأسميته حنظلة، كرمز للمرارة. في البداية قدمته كطفل فلسطيني، لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفقه القومي ثم أفق كوني وإنساني وفي المراحل الأولى، رسمته ملتقيا وجها لوجه مع الناس، وكان يحمل الكلاشينكوف، وكان أيضا دائم الحركة وفاعلا وله دور حقيقي، يناقش باللغة العربية والإنجليزية، بل أكثر من ذلك، فقد كان يلعب الكاراتيه يغني الزجل ويصرخ ويؤذن ويهمس ويبشر بالثورة”.

لقد ظهرت رسم حنظلة الشهيرة في أول مرة بالكويت عام ١٩٦٩م في جريدة السياسة الكويتية. لقد عشق ناجي العلي الكويت، والأكثر تأييداً للقضية الفلسطينية.
باتت رسوماته شاهدة على تاريخ يكره الإبداع ويمقت المبدعين. لقد عرضت أعمال ناجي العلي في بيروت ودمشق وعمان وفلسطين والكويت وواشنطن ولندن.
ولقد قال نجل ناجي العلي في مقابلة:”كرّس والدي حياته من أجل فلسطين كان صادقًا مع قضيته وكان يعتقد أن له الحق في العودة إلى وطنه لقد صب جل اهتمامه على فلسطين والظلم الذي يلحق بالشعب الفلسطيني”.

ناجي العلي الذي شكل ظاهرة جديدة في حياتنا الثقافية العرببة تجاوز المألوف في الثقافة العربية الفلسطينية.
سجلت السينما العربية حياته في فيلم بطولة الفنان المصري نور الشريف.
كتب الشاعر العامي المصري عبد الرحمن الابنودي عن ناجي العلي فقال:
قتلت ناجي العلي لما رسم صورة
يواجه الحزن فيها براية مكسورة
لما فضحني ورسمني صورة طبق الأصل.
كانت ريشة ناجي العلي عبارة عن سلاح للدفاع عن الحق الفلسطيني وتعبير عن الحرية والنضال والكفاح المسلح للشعب الفلسطيني.

وأضاف نجل ناجي العلي قائلا:رسومات والدي لفتت الأنظار في وقت قصير لأنه تعبر عن روح القضية الفلسطينية.إن والدي أحد الرسامين المهمين في الوطن العربي “
توفي ناجي العلي في لندن أثر عملية اغتيال وهو متوجه في الطريقة إلى مكتبة في لندن، لقد غاب عن الوعي واستمر في غيبوبة لمدة ٣٧ يوم ثم في تاريخ ٢٩أغسطس سنة ١٩٨٧م أعلن وفاته رسميا.فدفن هناك، ورحل ناجي العلي ولكن نبضه وأعمالها الفنية لا تزال حيه وخالد حتى وقتنا الحاضر.

Related Articles

Back to top button