قصائد و مقالات

صُنّاع السعادة

✍️ مشاعل عبد العزيز عريف:

سوف أحكي لكم قصة قيلت لي من قبل شخص أعزّه كثيرًا. تتمحور حول فتاة اسمها ليلى، كانت تعمل باريستا في مقهى بأحد المطارات. جاءها أحد العملاء وطلب منها قهوة سوداء. وبينما كانت تُجهّز له قهوته، بدأت تبتسم في وجهه وبادرت بالحديث معه. كان أسلوبها مريحًا، وتعاملها سلسًا، وكلماتها استوقفت هذا الشخص.

صادف أن هذا الرجل كان حزينًا من الداخل لسببٍ ما، وعنده من الهم ما يكفي. أتت هي وجعلته يبتسم، ينسى همومه، ويستمد القوة من كلامها ليصمد في وجه هذه المشاكل. ليلى لم تكن تعرف ما يواجهه هذا الرجل، ولكنها صنعت السعادة بطبعها من دون أن تشعر. تنشر الفرح والابتسامة في محيطها، وتجعل من يجلس معها يصبح سعيدًا، ينسى كل التفكير السلبي تلقائيًا.

فصدقوني، صُنع السعادة موهبة مهمة وبسيطة جدًا. يمكنك أن تكتسبها لنفسك ويستفيد منها من حولك. يمكنك أن تُريهم الجانب الجميل من الحياة، أن تُخرجهم من دائرة الظلمة التي تُعتم عليهم أيامهم، وتُنير لهم وترشدهم للطريق الصحيح. فصُنع السعادة فن لا يُجيده الكثيرون، وكأنها أحجية حلها بسيط ولكن لا نراه؛ لأننا دائمًا نبحث عن الحل الصعب.

كم جميل أن يكون في حياتنا “ليلى”، وكم هو أجمل أن نحاول أن نصبح بشخصية “ليلى” لنتخطى كل شيء صعب. أن نكون مصدر أمان وإلهام يلجأ الشخص إليه وقت حزنه وفرحه. ولو كل شخص منا أجاد صُنع السعادة، لن يكون هناك محبط ولا حزين، ولن تظلم علينا حياتنا؛ لأنه كلما جاء الظلام، أتى بعده الصباح ليمحو الظلام ويشع نور الحياة وتنشر السعادة.

فابحث جيدًا في حياتك، هل يوجد لديك “ليلى”؟

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا عن طريق الواتس آب