كمياء التآلف المعرفي

✍️:محمد ابراهيم الشقيفي
من روائع الإبداع المرئية ، بعيداً عن المعادلات التقليدية ، أن يطفو مدادا غريب اللون ، فوق سطور كميا معادلات المشاعر ، يشبه تميمة السحر ، لكن بمنطق علمي مختلف ، وفلسفة الصانع المحترف ، فيستطيع الإنسان بمساعدة عقلة الطموح أن يبتكر ، ويحدث طفرة في الخواص المركبة ، والمسائل المعقدة ، فيتحول الشىء ردئ الثمن إلى سلعة باهظة فى التقييم ، ومن هنا كان للعلم ، الدور الحاسم تحت مظلة الابتكار. لمعرفة طبيعية الأشياء فى الكون ، لأجل تطويرها بما يناسب حاجة الإنسان.
إن صياغة أسلوب الطرح ، مرهق للغاية ، خاصةً حين يأخذ الأديب مؤنة الكتابة ، وهو يستوحي فكرة الكتابة ، من بين أغصان علم ، يستند فيه صاحبه إلى الحل والتركيب ، لمعرفة طبيعية الأشياء ، المتعلقة بكل الأجسام الثابتة والمتنقلة فى جوف وعلى ظهر الأرض.
إن الحاجة للارتقاء بمستوى الخدمات ، هى الوجه الآخر للقول الدراك أن الحاجة هى أم الإختراع ، والعلم رغم العلم الحديث ، يفتقر إلى أمور فى أشد الحاجة إليها ، كى تبتكر الأمة ، وتقاوم احتياجات العدد الرهيب لسكان العالم ، وأقصر الطرق المؤدية إلى بوابة الأمان ، هو البحث العلمي ، من أجل دراسة الحركة الكيفية للمادة ، والتعمق فى علوم الطبيعة الكونية ، لخدمة البشرية ، وبقاء الإنسانية ، وعلم الكيمياء والتي اشتقت من بعض تعريفاته كميا المشاعر ، يتدخل حتي فى تشكل وجدان العلاقات.
وفلسفة طرأت على مكنون الفكرة ، فاني أرى بمنطق مختلف ، أن كلمة الكيمياء توازى فى ذاتية العملة الوطنية المعني المشتق منه لفظ الابتكار ، ومن أبرز من ساهم في إنجاح فكرة الازدواجية بين الكيمياء والابتكار ، الدكتوره/ لمياء سليمان أحمد ، والتي تعود جذورها إلى محافظه الشرقية ، فقد استطاعت السيدة بمجهود الباحثين ، أن تطفو فوق سطح الحقيقة ، اهتمت بالأسس والنظريات ، عبرت إلى شاطئ المعرفة ، من خلال النافذة المطلة على بستان النتائج العلمية ، لقد دأبت أن لا تستسلم لظاهرة ما ، لم تدفن تلك السيدة المصرية ، الحاصلة على بكالوريوس العلوم من جامعه الزقازيق ، قسم الكيمياء الخاصة عام 1994 بتقدير عام جيد جداً ، أحلامها فى الرمال كما تفعل النعام ،بل كرست حياتها للبحث العلمي ، الذي يؤدي إلى الريادة والتميز ، ثم الدخول إلى مرحلة الابتكار.
انفردت كثيراً عن غيرها ، أبحرت فى مجال تخصصها ، استطاعت بحرفية علمية ، أن تسأل الأفكار العقيمة من بعض خواصها كما تفعل المعادلات الكيميائية ، بل وتحويلها إلى وريقات الأمل ، الأنامل المبدعة لا تكن فقط في لوحة فنية ، بل إن بصمة المصرية ، قد طغت فى درب إمرأة لاتعرف اليأس ، استكملت فى درب الحياة ، وهى تنزف على رمضاء الوجع دون أن تنسلخ مثل ذبيحة الشاه ، لقد أصرت على استنشاق العبق من زهور البحث العلمي ، فحصلت على درجة الماجستير بتقدير امتياز ، وحملة رسالتها العلمية عنوان تخصص أشعة جاما علي بعض انواع زجاج السليلكات ، تحت إشراف متكامل للمركز القومي للبحوث وتكنولوجيا الإشعاع التابع لهيئه الطاقة الذرية المصرية ، بكل مصداقية هى إمرأة شغفت بحب العلم ، وفحوى الإبداع الابتكاري ، سلبت العقول الرشيدة الراجحة ، قدرتها على الدخول فى منافسة معها ،كاني أتحدث عن عالمة استطاعت ، اختراق المواقع عبر التفاعلات ، جسدت صورة حية لمادة الدوبامين المعروفة اصطلاحا بكمياء الحب ، زرعت في خلايا النوقل الكيمائية بالجسم شعور المصريين بالسعادة ، إبداعها العلمي لم يقف عن حد معين ، بل استطاعت من خلال تحليل وتحويل الأفكار الجديدة ، إلى أفكار واقعية ، تهدف أبحاثها إلى البلوغ إلى قمة عملية الإصلاح الفكري ، برعت فى علم الاشعاع الذي يشكل طاقة تنقل عبر موجات غير مرئية، لم تتوقف أبحاثها عند هذا الحد لحين اشعار اخر ، علمت
الدكتوراه / لمياء سليمان قيمة التسليح الحقيقي للإنسان ، استطاعت كما سردت بصدد مطلع السطور الأولي ،أن تحول غبار العفن ، إلى ذرات عطرية ، استخدمت علم الكيمياء بتقنية تشبه الكريستال اللامع ، صنعت من اللاشيء بعض الخواص ، لتنتج شىء ذو قيمة ، وفى طلة بحثية متطورة ، جعلت من الخلفيات النظرية ، مرآة تطبيقية شفافة.
كانت وبلا فخر رسالتها العلمية التي نالت بصددها درجة الدكتوراه ، بامتياز مع مرتبة الشرف من كليه العلوم جامعه عين شمس ، بالتعاون مع المركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع ،و كليه علوم جامعة الأزهر الشريف ، هى الرساله المتفردة فى جوهرها ، والأولى من نوعها ، في استخدام خبث أفران الحديد ، ومن المعروف أنه عادم لا قيمه له ، وذلك لتصنيع بعض انواع زجاج السليكات ، ومعالجته اشعاعيا بجرعات مختلفه ، للوصول لافضل تركيب ، وأفضل جرعة وإشعاعية واستخدامه أيضاً في الأغراض المختلفة ، بحق السماء نحن أمام غيث قطر ، تساقط معه ثلج ذو البريق الأبيض ، فنقي بمعادلات بيضية اللوان ، الكثير من الشوائب العالقة في جسد متوعك يصارع العلم .
لقد تقلدت الدكتوره لمياء سليمان كثيرا من المناصب القيادية ، نظير ما قدمته فى مجال التطوير عبر ورقات الشجر البحثية ، تم تعينها فى بادئ الأمر ، بقسم التطوير التكنولوجي بمديرية التربية والتعليم بالشرقية ، ثم نقلت الى مركز التطوير التكنولوجي بإدارة غرب شبرا الخيمة التعليمية ، تدرجت عضو الجمعية المصرية للعلوم والهندسة الرائدة ، في مجال دعم أنشطة البحث العلمي ، وساهمت في العديد من معسكرات الأنشطة المتعلقة بمجال البحث العلمي ،صاحبة الرؤية المحورية ذات الصبغة العملية ، والتي شغلت نتيجة اجتهادها المتواصل ، المناصب القيادية ، تم تكليفها مديرة مركز التطوير التكنولوجي بإدارة غرب شبرا الخيمة التعليمية ، ولا يفوتني ضمن ذكر المحاميد ، التي تلتصق بسيرة إمرأة منهجها تنمية المجتمع ، والتى شرفت بعضوية عاملة بأكاديمية الرافدين للسلام ، أن قدرتها التنافسية على الصمود ، ظهرت وهى تحلق وتحملق ، فوق تل قريب من قرص الشمس الحارقة ، لكن بعفوية الخجل فإن أشعتها قد أضاءت درب التفوق ، وهى تغرس إحدى فسائل العلم ، الذي ينهل من ثمارها كل جيل.
لم تكن الدكتوره / لمياء سليمان مجرد باحثة ، يسبق إسمها لقب علمي ، لكنها أدركت بدراستها للواقع ، أن البحث العلمي بشتي أنواعه ، يمثل طوق النجاة للعالم باثره ، لكن ينقص تلك المعادلة المختلطة، بعض المقادير الثقافية ، بدأت من القاع كما يقال ، البست قلادة الحظ ، عبر كمياء التآلف المعرفي ، إلى طلاب ماقبل التعليم الجامعي ، خاصة وأنها تشرف بصفة مستمرة على إصدار مجلة علمية متخصصة ، كما قامت بعمل العديد من ورش العمل الرائعة ، متمثلة في تدريب ورعاية الطلاب على آليات البحث والدراسة والابتكار ، فظهرت على الساحة بعض المشاريع العلمية ، وهو الأمر المبهر الذي ثم دفع الطلاب بالمرحلة الاعدادية والثانوية ، للاشتراك في المسابقات العلمية على الصعيدين الدولي والمحلي، كمهرجان بنها تبتكر عام 2019 ، والقاهرة أيضاً تبتكر عام 2020 ، فبزغ رغم أنف المعتمين نجم يجاور كوكب الأرض، كشفت ملامحه عبر الاشعاع الشمسي ، وحصدت الطلبة ثمار العلم ، وكان نصيب المركز الأول لطلاب الإعدادية بمحافظة القليوبية ، أما ظلال الخير فقد ألقت شباكها ، على مسابقة معرض العلوم والهندسة ايسف الدولية ، والتي تكبدت الطلبه فيها عناء البحث عن النجاح ، حتي اقتربت إدارة الغرب إلى تسلق سلم العالمية ، بعد الوصول إلى التصفية النهائية على مستوى الجمهورية ، وكأننا أمام محاربة ، لاتعرف المستحيلات ، كل ذلك بدعم مباشر من صائدة الألقاب تلقائياً ، التي تم تكليفها بحنكة عبر ذكاء الاختيار ، كسفيرة للسلام الدولي لمنظمة الإنسان العالمية ، هى فى دوامة موج غير قابل للغرق ،
ما بين إثبات وجود جماعي ، من خلال المشاركه في بطوله العلمين الدوليه للروبوتات وما بين جهد وافر كونها رئيس لجنة تحكيم شباب المبتكرين لمحافظة القليوبية2024 .
إن التنوع الذي نراه في شخصية العالم الفيزيائي تارة ، والفز الكيميائي على صعيد آخر ، يجعلنا فى شتات بين كفتي المعادلات الرياضية البحتة ، لكن الشعور بالأمان مع إمرأة منهجها العلم والابتكار ، جعل لدينا انسيابية فى الفهم ، خاصةً وأنها تدرك كيف تستخلص الحل من بين عقد التراكيب الاصطلاحية ، عبر بوابة الطاقة الموجودة ،داخل هرمونات التآلف المعرفي ، والتي تشعرنا بموجبات السعادة ،بعد أن ذابت كل الخصائص المتضاربة ، و انصهرت المتشابهات ، واستخلصنا منها الشوائب ، ووقفنا ننهل من بحر العطاء ، نروي ظمأ ، قد اشتدت انفعالاته وهي تستبدل ، بمعادلة أطرافها التآلف بين ظلمات ، استنارات بفضل الابتكار عبر تيارات التحالف ، من أجل مستقبل جيل كامل ، يشعر أنه الأفضل على الإطلاق ، وهو يسير مع سرب مزدحم ، فى ركاب العلم .