ألقى الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومدير اعتماد التعليم الأزهري بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لرئاسة الوزراء، محاضرة عامة بعنوان: (نعمة الأطفال وضرورة المحافظة عليها من المخاطر)، وذلك مساء السبت 11 مايو 2025م، بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها)، في مستهل فعاليات الأسبوع الثقافي الذي تنظمه وزارة الأوقاف المصرية.
وتناولت المحاضرة الحديث عن طفولة سيدنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولماذا نشأ يتيمًا؟ والحِكم الربانية من ذلك، ومظاهر إنعام الله تعالى علينا بالأطفال، وأبرز التحديات والمخاطر التي تواجه الأطفال في عصرنا الحاضر، وسبل حمايتهم منها، وأنجع الطرق في تربيتهم وتحصينهم تربويًّا ونفسيًّا ودينيًّا واجتماعيًّا، من خلال شراكة واعية وحقيقية ومستدامة بين الأسرة، والمؤسسات الدينية، والتعليمية، والإعلامية، وسائر مؤسسات المجتمع.
وأكد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان مضرب المثل في العناية الفائقة بالأطفال، فكان يحتضنهم، ويُقبِّلهم، ويُحادثهم بلين ورفق، ويُمازحهم، ويتفقد شؤونهم بنفسه، ويُعاملهم معاملة كريمة تبعث في نفوسهم الثقة والسكينة، وتزرع فيهم روح الرجولة وتحمل المسؤولية منذ نعومة أظفارهم، وكان يربِّيهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ويغرس فيهم القيم، ويوصي الآباء والأمهات بالرفق بهم، والتوسعة عليهم، وعدم القسوة في التعامل معهم، لأنهم زينة الحياة الدنيا، وغراس المستقبل، وأمانة في أعناقنا سنُسأل عنها يوم القيامة.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ) (أخرجه البخاري في صحيحه).
وأشار الدكتور أحمد علي سليمان إلى أن الإسلام زاخر بشتى الأساليب والاستراتيجيات والوسائل الكفيلة برعاية الطفل قبل مجيئه إلى الحياة، وهو جنين في بطن أمه، وبعد مولده، وفي شتى مراحل عمره، لتنشئته ليصبح إنسانًا نافعًا وصالحًا، قادرًا على العطاء، وعلى الإسهام في خدمة الدين والوطن والإنسانية.
وقد سبق الإسلام العالم كله في منهجه المتكامل في هذا الباب، واهتمامه الجاد بحقوق الطفل وواجباته، منذ قرون طويلة.
وقدَّم الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عددًا من النصائح المهمة للآباء والأمهات والمربين والعاملين في مجال رعاية الأطفال، مؤكدًا أن نعمة الأطفال هي منةٌ من الله، وعطيةٌ من الله، وأمانةٌ من الله، وسيسألنا عنها يوم القيامة، فعلينا أن نُحسن رعايتها، ونصونها من الضياع.
ودعا فضيلته إلى ضرورة:
• التواصل اليومي الإيجابي مع الأطفال،
• وتعليمهم تعليمًا جيدًا سليمًا متكاملًا،
• وفتح قنوات حوار فعّالة معهم،
• ورقابة سلوكياتهم وتطوراتهم النفسية والعقلية والجسمية والاجتماعية بشكل دائم،
• ومتابعة أصدقائهم ورفقائهم عن كثب،
• واختيار رفقاء الخير لهم، وإبعادهم عن رفقاء السوء،
• والعناية الفائقة بصحتهم النفسية والجسدية والفكرية، وتنشئتهم على القيم الدينية والوطنية والإنسانية.
وقدَّم “سليمان” الشكر لمعالي وزير الأوقاف أ.د. أسامة الأزهري، على جهوده المباركة في خدمة الإسلام، وما يقوم به من تشييد أعمدة أساسية في بناء الوعي، وبناء الإنسان القادر على حماية الدين والوطن، والإسهام في إعادة تشكيل الوجدان المصري العام على هدي مقاصد الإسلام وميزانه الحضاري الوسطي الراشد… وعلى ما يقوم به من إحياء تاريخ الكبار من أبناء هذا الوطن الغالي أمثال: الإمام الليث بن سعد، والدكتور عبد الحليم محمود (رضي الله عنهما)، كما قدم الشكر لكل القائمين على هذه الفعاليات المباركة، وعلى حُسن التنظيم والاستضافة سائلًا الله أن يجعل هذا العمل في موازين حسناتهم، وأن يحفظ أولادنا من كل سوء، وأن يُنشئهم نشأة طيبة، ويجعلهم قرة أعين لوالديهم، ولبنات بناء لهذا الوطن العظيم