قصائد و مقالات

الحرفيون… حُرّاس التراث وروح الهوية

✍️ ياسر الشاماني :

الحرفيون في المملكة العربية السعودية يمثلون جزءًا أساسيًا من ثقافتنا الوطنية، وهم الذين يساهمون في نقل التراث عبر الأجيال ويظلون دائمًا حُراسًا لهذا الإرث الغني. هم يحملون في أيديهم تقنيات متوارثة منذ عقود، يزينون بها حياتنا ويمثلون جزءًا من هويتنا الوطنية.

أهمية الحرفيين في السعودية

يعتبر الحرفيون جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد الوطني، فهم لا يقتصرون على إنتاج المنتجات اليدوية فقط، بل هم أيضًا جزء من الحركة الثقافية التي تحافظ على تاريخنا. الحرف اليدوية تساهم في دعم المجتمعات المحلية، وتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال توفير فرص العمل. كما أنها تمثل وجهًا مميزًا للسياحة الثقافية، حيث يمكن للسياح اكتشاف هذا التراث الغني من خلال الصناعات التقليدية التي تروي حكاية الوطن.

أبرز الحرف اليدوية السعودية

تتنوع الحرف اليدوية في المملكة بشكل كبير، وهذه بعض من أبرزها:

• السدو: هو فن نسج الصوف والوبر لصناعة السجاد والخيام. يعتبر هذا الفن أحد أكثر الحرف التي تمثل الثقافة السعودية، وهو مدرج ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو.
• القط العسيري: هو فن زخرفة الجدران في منطقة عسير، ويتميز بالألوان الزاهية والتصاميم الهندسية.
• صناعة الفخار: من الطين المحلي، يتم صنع الأواني والأدوات المنزلية التي تعكس تاريخنا.
• المنتجات الخوصية: مثل السلال والحصر التي تُصنع من سعف النخيل.
• التطريز اليدوي: هو فن تزيين الأقمشة بتصاميم تقليدية تعبر عن البيئة المحلية.

جهود المملكة في دعم الحرفيين

تسعى المملكة إلى دعم الحرفيين بشكل مستمر من خلال عدة مبادرات. من بينها:
• عام الحرف اليدوية 2025: الذي تسعى من خلاله وزارة الثقافة إلى الاحتفاء بالحرف اليدوية وتعزيز حضورها المحلي والدولي.
• شركة حرف السعودية: التي تهدف إلى دعم الحرفيين وتطوير مهاراتهم وتسويق منتجاتهم.
• برنامج “بارع”: الذي يعمل على تدريب الحرفيين وتقديم التمويل اللازم لهم.
• جمعية حرفة: التي تسعى إلى تعزيز دور الحرفيين في المجتمع وتوفير فرص التدريب.

التحديات والفرص

على الرغم من الدعم الكبير، يواجه الحرفيون بعض التحديات، مثل نقص الأيدي العاملة الماهرة وارتفاع تكلفة المواد الخام، مما يؤثر على قدرتهم التنافسية في السوق. ولكن مع رؤية المملكة 2030، هناك فرص كبيرة لدعم هذا القطاع وتطويره بشكل مستدام، خاصة من خلال تعزيز دور المرأة والشباب في هذا المجال.

الختام

إن دعم الحرفيين يتطلب منا توفير منافذ بيع وبوثات في الأماكن العامة، مثل الحدائق والمراكز التجارية، وكذلك فرص لتدريب الأجيال الجديدة على هذه الحرف التقليدية. بهذا نكون قد ضمنا الحفاظ على هذا التراث وتطويره للأجيال القادمة.

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا عن طريق الواتس آب