الثقافية

الفنان المصري محمد صلاح جاد ضيف مع سمير

🎙️حاوره: سمير تلايلف


🎙️الفنان المصري محمد صلاح جاد أهلا بك، بداية لمن لا يعرف محمد، حدثنا عنك وعن أعمالك التي تعتبرها همزة وصل بينك وبين الجمهور المصري والعربي بشكل عام؟


• محمد صلاح جاد: ‏تشرفت بك أستاذ سمير وبالشعب الجزائري العزيز، وسعيد أن أكون في أول لقاء عبر شبكة نيوز الجزائرية، أنا فنان ومهندس مصري، خريج كلية الفنون التطبيقية، أعمل في مؤسسة صحفية كبيرة في مصر هي مؤسسة أخبار اليوم، دخلت مجال التمثيل مؤخرا، وشاركت في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، كما شاركت في العديد من الإعلانات.



الحمد لله حالفني الحظ، فاشتغلت مع فنانين كبار من نجوم الصف الأول، حيث كانت بدايتي في فيلم «11 11» مع النجم الفنان إياد نصار والنجمة غادة عادل، لأشارك بعدها في مسلسل «بين السطور» مع الفنان أحمد فهمي والنجمة صبا مبارك تحت قيادة المخرج الأستاذ وائل فرج، لتتوالى بعدها الأعمال، حيث شاركت في مسلسل «وسط البلد»، ومسلسل «رسالة الإمام»، ومسلسل «حدوتة منسية»، ومسلسل «وبنا معاد» في جزئه الثاني، ‏كما شاركت في مسلسل «حق عرب» مع الفنان النجم أحمد العوضي، و«مسلسل كوبرا» مع النجم محمد عادل إمام.

كما شاركت في رمضان 2025م في خمس أعمال رمضانية، وهم: «مسلسل المداح» في جزئه الخامس، مسلسل «فهد البطل»، مسلسل «الكابتن»، مسلسل «شهادة معاملة أطفال»، ومسلسل «ظلم المصطبة».


🎙️بين السينما والتلفزيون، أي المجالات تستهويك أكثر؟


• محمد صلاح جاد: ‏الحقيقة أنا أستمتع بالعمل الفني سواءً في السينما أو التلفزيون أو الدراما بشكل عام، وإن كنت أميل إلى الأعمال السينمائية أكثر، لأنني أتعامل فيها مع الجمهور بشكل أكثر احترافية إن صح التعبير، فالجمهور الذي يدخل قاعات السينما ليس مجبرًا على دخولها، وإن دخلها فإنما يدخل لأجل مشاهدة أعمال فنانه المفضل والمقتنع بها.

كما تستهويني الإعلانات، فهو مجال جميل جدا، لأنك تجسد شخصيات في لحظات بسيطة وقصيرة، لكنها تستمر بثها على الشاشة لفترات طويلة، ويتم إعادتها مرات عديدة في اليوم ، وبالتالي تسمح لجمهورك بالتعرف عليك أكثر، لأنه يشاهدك أكثر.


🎙️نرى أن السينما المصرية في الآونة الأخيرة طغت عليها السينما التجارية إن صح التعبير، لو تضعنا في الصورة أكثر، ماذا تخبرنا عن السينما المصرية، هل تراجعت مقارنة بالسابق، أم أنها لازالت محافظة على ريادتها؟


• محمد صلاح جاد: ‏السينما المصرية متنوعة على مدار عصورها، فالأفلام التجارية لها جمهورها، لكن هذا لا يمنع وجود أفلام أخرى ذات قيمة وأهداف سامية، وهذا ما يظهر جليا في الأفلام القديمة والجديدة، فلكل زمان جمهوره الذي يحدد متطلباته.


🎙️شاركت في الجزء الخامس من مسلسل المداح، ففي الوقت الذي نرى أن دراما الأجزاء تقريبا لم تعد موجودة خاصة في الدراما المصرية، بل حتى عدد الحلقات تقلصت إلى 15 حلقة، نجد أن المداح امتد إلى غاية الجزء الخامس، ولازال يحقق متابعة جماهيرية عربية، فما سر نجاح هذا العمل؟


• محمد صلاح جاد: ‏مسلسل المداح من أقوى الأعمال الدرامية في الفترة الأخيرة، وهذا هو سر محافظته على جمهوره لمدة خمس سنوات متتالية، وهو شيء صعب في زماننا، فالوصول للقمة سهل إنما الحفاظ عليها شيء أصعب، وهذه القاعدة استطاع مسلسل المداح كسرها، حيث بقي متربع على القمة لمدة خمس سنوات، واستطاع جذب جمهور من كل الفئات، وهذا لصدقه في تناول الموضوعات وقربها من الناس، فهو يناقش موضوعات حقيقية وواقعية، فالكثير من الناس تؤمن بها وتعيشها



كما أنه ابتعد عن الملل وذلك بخلق أحداث مثيرة ومشوقة مع كل جزء، دون أن ننسى حب الناس للفنان حمادة هلال بطل العمل، لأنه فنان محترم وقريب من قلوبنا، بالإضافة إلى المخرج الكبير أحمد سمير فرج الذي كان واقعيًا جدًا في اختيار مواقع التصوير، حيث تم تصوير المسلسل في منطقة وادي الريان بالفيوم، وهي منطقة ذات الطبيعة خلابة. كما عمد المخرج إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في مشاهد الرعب والمكياج المثير.

أنا أعتبر مسلسل المداح من أجمل المسلسلات التي شاركت بها، خاصة أني ظهرت في شخصية جديدة، وهي شخصية الشيخ العرب، وهو رجل بدوي في زي بدوي ويتكلم لهجة بدوية. فعلًا كنت مستمتعًا جدًا بالعمل مع كل الفريق، وأتمنى تكرار التجربة في الأعمال القادمة.


🎙️جميل، شاركت كذلك في أعمال درامية أخرى، حدثنا عن كل تجربة منها، وماذا أضافت للفنان محمد صلاح جاد؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏الحمد لله في رمضان 2025 شاركت في أكثر من عمل، كان منهم مسلسل «فهد البطل» في ثاني مشاركة لي مع الفنان أحمد العوضي الذي شاركت معه سابقا في مسلسل «حق عرب» في 2024، والحقيقة أنا كنت مستمتع جدا جدا بهذه التجربة، لأن الأستاذ أحمد العوضي فنان محترم ويقوم بدور البطل الشعبي بشكل جميل جدا وكلنا نحبه، فهو يمثل الشهامة والرجولة والنخوة التي هي من طبيعة الشعب العربي والمصري.
شاركت كذلك مع أجمل فنان كوميدي وهو الفنان أكرم حسني والنجمة آية سماحة في مسلسل «الكابتن» ، وهو من المسلسلات التي أعتز بها جدا، لأنه مسلسل ناجح وكوميدي، وأنا أعشق أدوار الكوميديا، قدمت من خلاله دور «المأذون»، وكانت هناك عدة مشاهد ومواقف بيني وبين كل أبطال المسلسل، صراحة كنت مستمتع بهذه التجربة التي أخرجها الأستاذ معتز التوني.
شاركت أيضا في مسلسل «شهادة معاملة أطفال» مع النجم الكبير محمد هنيدي والدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، قدمت من خلال المسلسل دور حارس شخصي للأستاذ أشرف زكي، المسلسل من إخراج الأستاذ سامح عبد العزيز، وكانت تجربة جديدة بالنسبة لي، وقد كانت عدة مواقف كوميدية في كواليس المسلسل مع الفنان محمد هنيدي التي استمتعت بها حقا.

شاركت أيضا في المسلسل الجميل الذي أحبه جدا، وهو مسلسل «ظلم المصطبة» مع الفنانة ريهام عبد الغفور والفنان النجم إياد نصار والنجم فتحي عبد الوهاب، حقًا من أجمل الأعمال الرمضانية التي شاهدتها كإخراجًا وتمثيلًا وأداءً، فأنا تعلمت منهم الكثير في هذا المسلسل.


🎙️هناك ظاهرة في السنوات الأخيرة يقودها المخرج محمد سامي، فأعماله الرمضانية تلقى رواجا كبيرا جدا على غرار هذه السنة بمسلسل «إش إش»، والسنة الماضية والتي قبلها في مسلسل «نعمة الأفوكاتو»، ومسلسل «جعفر العمدة»، صنع من خلالها نوعية خاصة من الدراما، وجعل أبطال أعماله نجوم، فهل يمكن اعتبار مي عمر، وغادة عبد الرازق، ومحمد رمضان خلفاء لنور الشريف ويحي الفخراني وعبلة كامل وغيرهم من النجوم الذين كانوا يحملون العمل الدرامي على عاتقهم؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏ في الحقيقة يا أستاذ سمير، تعجبني كثيرا نوعية الأسئلة التي تطرحها. أما بخصوص أعمال المخرج الأستاذ محمد سامي فهي أعمال تصنع نجوم، ولكن سر نجاح هذه الأعمال هو الترويج لها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فمسلسل «جعفر العمدة» كان يتم تداول أخباره عبر هذه المواقع بشكل مبالغ فيه جدا، مما جعله محطة أنظار الجميع، رغم أنه من الناحية الفنية وكأداء تمثيلي يوجد العديد من الأعمال الأخرى الأكثر قوة منه، ولكن الترويج عبر السوشل ميديا سبب أساسي في نجاح معظم هذه الأعمال.

بالعودة لسؤالك، لا يمكن مقارنة نجوم اليوم بنجوم الأمس، فلكل منهم طابع خاص به، وإن كنت أرى أن الفنان محمد رمضان في بداياته كان يحاول تقليد الفنان أحمد زكي، أما الفنانة عبلة كامل لا يمكن مقارنتها مع الفنانة مي عمر أو غادة عبد الرازق، فلكل من هذه الفنانات سمات خاصة بها، فالفنانة عبلة كامل لا يختلف عليها أحد، لأنها محطة إعجاب وتقدير كل المصريين والعرب.


🎙️هناك أيضا أمر جَدَّ مؤخرا، وهذا ما صرح به رئيس نقابة الفنانين أشرف زكي، وهو عودة التلفزيون المصري إلى إنتاج الأعمال الدرامية، فهل تبارك هذه الخطوة أم تعتبرها خطوة الرجوع إلى الخلف؟


• محمد صلاح جاد:‏أنا أعتبرها خطوة مهمة في الإتجاه الصحيح، كما نقول عندنا: أعطِ الخبز لخبازه، والتلفزيون المصري هو الأجدر والأفضل لقيادة الأعمال الفنية بحكم خبرته، فهو يلتزم بالمعايير الأخلاقية والقيم التي يرتكز عليها المجتمع، بعيدا عن الأهواء الشخصية في اختيار الموضوعات والقصص، وبالتالي من خلال هذه العودة نأمل وننتظر أن تقوم الأعمال الدرامية بدورها في تغيير ثقافة المجتمع للأفضل، والحفاظ على الهوية المصرية والعربية.


🎙️في الآونة الأخيرة ظهرت ما يسمى الأعمال العربية المشتركة، مع أن مصر هي هوليوود الشرق لكن لم تغرِها هذه الموجة وبقيت محافظة على إنتاجاتها المستقلة، في رأيك لما لم تُقْدِم مصر على هذه الخطوة الناحجة والرائجة هذه الأيام؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏أتفق معك ‏بأن مصر رغم أنها هوليوود الشرق إلا أنها لم تسعى لعمل إنتاج عربي مشترك، أتمنى أن يحدث هذا في المستقبل القريب.


🎙️هناك جدال يحدث من حين لآخر، وهو تراجع الأعمال الدرامية المصرية في سوق الدراما العربية، ويقال أن الدراما السورية والتركية المدبلجة زعزعرت هذه المكانة، بما أنك إبن المجال، كيف ترى هذا الطرح؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏الحقيقة أنا أختلف معك في هذه النقطة، فالدراما المصرية لا تزال متربعة على عرش الدراما العربية، رغم أن المنافسة كبيرة بينها وبين الدراما السورية والتركية، لكن لنكن صريحين، هل تعتقد أن في رمضان السابق هناك من التفت إلى المسلسلات التركية والسورية!!!، أم أن الدراما المصرية كانت هي محل اهتمام كل الجمهور العربي؟، أنا أعتقد أن اللجوء لمتابعة الدراما التركية أو السورية هو نوع من أنواع التعرف على ثقافات أخرى، والدراما المصرية لا تزال هي الوجهة، وفي وجدان كل مشاهد عربي.


🎙️من هي الأسماء الحالية التي تراها تحمل الدراما العربية على عاتقها، وهنا أقصد الفنانين والفنانات من جمهورية مصر العربية؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏هناك أسماء كثيرة أحبها الجمهور، مثل الفنان كريم عبد العزيز، الفنان أحمد العوضي، الفنان خالد النبوي، الفنان إياد نصار، الفنان محمود حميدة، الفنان ماجد المصري، الفنان طه دسوقي، الفنان أحمد مالك، الفنانة ريهام عبد الغفور، الفنانة غادة عادل، والفنانة ياسمين عبد العزيز، هناك أسماء كثيرة الجمهور يحبها وينتظر أعمالها.


🎙️لماذا لم تذكر محمد رمضان مع أن أعماله تحظى بجماهيرية كبيرة، ويقول عن نفسه أنه (النمبر وان) في مصر؟


• محمد صلاح جاد:‏‏مع احترامنا للفنان محمد رمضان ولكن الألقاب دائما يمنحها الجمهور، فالجمهور هو من يقول من هو النمبر وان الحقيقي، ولهذا بعد المواقف الأخيرة من الحفل الذي أقامه بأمريكا والإطلالة الغير لائقة التي ظهر بها، أعتقد أنه خسر الكثير من جمهوره.


🎙️أظن أنها سياسة للتسويق لأعماله وركوب الترند فقط، نتكلم الآن عن محمد صلاح جاد، لو طُلِب منك أداء دور في فيلم سينمائي مصري يحتوي على جرأة في المشاهد، وجرأة في موضوع الفيلم الذي يعالج إحدى الطابوهات، هل توافق على تقديم الفيلم بمشاهده تلك؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏سؤال جميل وسؤال قوي مثلما تعودت منك دائما، في الحقيقة سألت نفسي هذا السؤال أكثر من مرة، هل إذا جاءني دور فيه جرأة هل سأقبله أو أرفضه؟، في الحقيقة أنا أرفض القيام بأدوار تدخل في إطار الإغراء أو العلاقات الجريئة أو المشاهد الساخنة، فأنا لدي أسرة وأولاد ولا أحب أن أظهر أمامهم في مثل هذه المواقف، لكن إذا كان الموضوع جريء ويعالج القضية بشفافية وبدون مشاهد خادشة، فأنا أقبل العمل بكل سرور، مثل مسلسل «لام شمسية» للفنان أحمد السعدني والفنانة أمينة خليل والفنان محمد شاهين، الذي يعتبر نموذج للأعمال التي تناقش قضايا جريئة بدون وجود ألفاظ أو مشاهد خادشة، فهو ناقش موضوع التحرش بالأطفال، وهي قضية جريئة لكن عولجت بطريقة جيدة وغير مبتذلة ، أنا أحترم جدا هذا العمل.


🎙️ماهي الخطوط الحمراء التي لا يمكن أن تتجاوزها؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏الخطوط الحمراء التي لا يمكن أن أتجاوزها هي أداء أدوار خادشة للحياء، ومشاهد أظهر فيها أشرب المخدرات بأنواعها.


🎙️وصلنا للسؤال الإجباري، ما هو السر الذي يمكن أن تكشفه لأول مرة عبر وسيلة إعلامية، حتى المقربين منك ليسوا على إطلاع عليه؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏السر الحقيقي وراء دخولي مجال التمثيل هو أنني أريد ترك أعمال خالدة وبصمة وذكرى جميلة في قلوب الناس، تتذكرني وتحبني بها، وحتى إذا مت تتذكرني في دعائها على المدى الطويل كلما شاهدت أعمالي.


🎙️محمد صلاح جاد، ماهي مشاريعك المستقبلية؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏حاليا، أنا أشارك في مسلسل جديد وهو مسلسل «مشتهى» من بطولة الفنانة التونسية درة والفنان محمد لطفي و الفنانة تيسير عبد العزيز ومن إخراج الأستاذ باهر رشاد، والذي سيتم عرضه قريبا عبر الشاشات إن شاء الله.


🎙️الفن رحلة، فأين تكمن المتعة، في الرحلة ذاتها أم في الوصول؟


• محمد صلاح جاد: ‏‏المتعة تكمن في الرحلة ذاتها، الفنان الحقيقي لا يكتفي، فهو دائما يسعى إلى المزيد ولا يشعر بأن للفن نهاية، فهو دائما يسعى للتجدد.


🎙️الفنان المصري محمد صلاح جاد انتهت رحلة حوارنا عند هذه المحطة، تشرفت بمحاورتك وأتمنى لك التوفيق في أعمالك القادمة، في الأخير، أترك لك كلمة الختام


• محمد صلاح جاد: ‏الحقيقة أنا الذي كنت مستمتعًا جدا بالحوار معك، وخاصة أنه حوار هادف وأسئلته غير تقليدية، أتمنى أن إجابتي وصلت واضحة للمتلقي، حقيقة الأستاذ سمير تلايلف أنت نموذج للصحفي المحترم، تحياتي لكل الشعب الجزائر الشقيق ولكل الأمة العربية.
شكرا لك.

كمال فليج

إعلامي جزائري / نائب رئيس مجلس ادارة صحيفة الآن الإلكترونية مستشار إداري / نائب رئيس التحرير / نائب رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا عن طريق الواتس آب