أفكار هشّة

✍️: مشاعل عبد العزيز عريف
لماذا يُجبر بعض البشر أنفسهم على أن يبثّوا شرّهم على من يحبّون فقط لأنهم اختلفوا؟
لماذا تُكسَر القلوب وتدمع العيون بسبب أشخاص كانوا بالأمس يبكون من كثرة الضحك، وكانوا يفرحون كثيرًا لرؤية بعضهم، ويشتاقون لجماعتهم، ويجعلون أنفسهم في منزلة القريب والحبيب؟
لماذا يستمرّ الصراع في الظاهر والخفاء؟
لماذا ينسون المعروف ويُكدّرون النفوس، ولا يعلمون متى ينتهي بهم الأجل ويرحلون؟
لماذا هم مُجبرون على العناد والحرب، ويطول الجدال بينهم لإثبات أنّ لديهم شخصية قوية، ولا يتنازلون فيمحون شخصية الآخرين؟
يصبحون صريحين إلى درجة الوقاحة، يهدمون ويكسرون أيّ شيء أمامهم دون أن يرفّ لهم جفن، ويفرح الآخر بانتصاره على الآخر، تاركين وراءهم حُطام إنسان، دون أن يسألوا أنفسهم: ماذا سوف يستفيدون؟
لماذا لا يسألون أنفسهم قبل أن يكونوا سببًا في بكاء أو جرح الأشخاص المهمين في حياتهم؟
لمَ لا يحاولون قراءة ما بداخلهم، ويواسونهم في أحزانهم ولا يُبعثرونهم، بل يلمّون شتاتهم ويحتضنونهم؟
لمَ لا يحاولون أن يكونوا بجوارهم وقت حزنهم، ولا يُمعِنون في الضغط على جرحهم حتى ينزفوا وقت ضعفهم؟
من خلال تجربتي، فهمت شيئًا واحدًا: من فقد أحدًا غاليًا عليه يجب مراعاته وجبر خاطره.
فأنا، عندما فقدتُ أبي، خارت قواي، وأصبحتُ هشّة.
أنا لستُ جبانة، بل أنا جُرحتُ كثيرًا وتعبت، فضعفتُ