
✍️ د. سمير الشحيمي :
وقف توماس على حافة البنايه التي يسكن بها ذات 15 طابق لقد وصل لمرحلة يريد أن ينهي حياته بيده ، ينظر لإسفل البنايه الشاهقه ظل متردداً أخذ نفساً عميقاً وأغمض عينيه ومال بجسده وسقط من أعلى البنايه حتى أستقر على الأرض غارقاً بدمائه تعالت أصوات الصرخات المفجوعين بالشارع.
وصل فريق مسرح الجريمة لموقع الحادثه وتم إحاطة المكان والتحقيق مع الموجودين الذين شاهدوا الحادثه وكان من بينهم أم توماس وأبيه.
وأخذت سيارة الإسعاف جثة توماس وأنطلقت وبنفس الوقت توقفت سياره أمام الحشود ونزل منها المحقق جيفرسون والمحقق كين ومرا من منطقة ممنوع الإقتراب وألقيا نظره على موقع سقوط جثة توماس وقال المحقق كين : من بعد إجازه ممتعه عدت للعمل تعرف ماهو جميل في عملنا أيها المحقق جيفرسون؟
المحقق جيفرسون مبتسماً : لا تقول لي صوت صفارات سيارات الشرطه!
المحقق كين : لا بل تنوع القضايا التي نتولاها منها السرقة أو الإختطاف أو القتل أو الإنتحار مثل هذه.
المحقق جيفرسون : يبدو أن عودتك من الإجازه جعلتك أكثر نشاطاً وتشوقا للعمل.
المحقق كين : نعم بالفعل وأتمنى إنك تأخذ إجازه سوف يتجدد نشاطك ويصفى ذهنك.
جاء أحد رجال القسم الجنائي للمحقق جيفرسون فسأله المحقق : ماذا عندنا اليوم؟
رجل القسم الجنائي : قضية إنتحار أيها المحقق.
المحقق جيفرسون : هل يوجد شهود؟
رجل القسم الجنائي : شخصان كانا يمشيان أسفل البنايه ورأيا المجني عليه وهو يقف على حافة البنايه ويلقي بنفسه.
المحقق كين : ومن هذان اللذين يبكيان هناك؟
رجل القسم الجنائي : أهل المجني عليه أمه وأبوه.
المحقق كين : هل يقيمان مع المجني عليه؟
رجل القسم الجنائي : بل هو يقيم معهما.
وأعطا الملف للمحقق جيفرسون الذي بدوره فتح الملف وهو يقرأ : توماس سكاي فتى يبلغ من العمر 22 عاماً يعيش مع والديه طالب بالجامعه أمه أسمها ميغان.
المحقق كين : مالذي جعل شاب بعمره يقدم على الانتحار؟
المحقق جيفرسون : دعنا نسأل والديه.
توجه المحقق جيفرسون وكين إلى والدي توماس وقال جيفرسون : أنا آسف لخسارتكما.
السيده ميغان تبكي بحرقه وزوجها السيد سكاي يحتضنها ليخفف عنها وعينه غارقه بدموع وهو يقول : شكراً لك يا سيدي المحقق.
المحقق جيفرسون : أين كنتما وقت إنتحار إبنكما.
السيد سكاي : لقد كنا بشقتنا أنا وزوجتي ولم نسمع إلا صوت صراخ الماره خارج البنايه وعندما نظرت من النافذة مسرعاً لأرى مالذي حدث فوجدت أبني ممددا على الأرض غارقا بدمائه.
المحقق جيفرسون : هل تعلم أين كان قبل أن ينتحر؟
السيد سكاي : لقد كان بالشقه أذكر إنه كان في غرفته يعبث بجهازه النقال ولم نسمع صوت الباب عند خروجه.
المحقق كين : مالذي كنت تفعله عندما كان في غرفته؟
السيد سكاي : كنت بالحمام أستحم.
المحقق جيفرسون : والسيده ميغان أين كانت؟
السيده ميغان وهيه تبكي : لقد كنت بالمطبخ أعد وجبة العشاء
المحقق جيفرسون : هل من الممكن أن نرى غرفة توماس؟
السيد سكاي : نعم بكل تأكيد.
فصعد المحققين جيفرسون وكين والسيد سكاي والسيده ميغان لشقتهم ودخل المحقق جيفرسون غرفة نوم توماس لقد كانت غرفة بحمامها يوجد بها سرير كان مرتب والطاوله بها جهاز كمبيوتر وكرسي هزاز ونافذه مطله على الشارع تغطيها ستاره يتفحص المحقق جيفرسون غرفة توماس بعينيه بكل دقه ثم قال : هل دخلتما غرفته قبل أن ينتحر؟
السيد سكاي : أنا لم أدخل كنت أستحم.
السيده ميغان : وأنا كذلك لقد كنت بالمطبخ.
المحقق جيفرسون : يبدو شئ غريب أن ينتحر شاب من دون أن يترك رسالة يشرح فيها أسباب إنتحاره.
المحقق كين : يمكن أن يكون ترك رساله في جهاز الكمبيوتر أو في هاتفه.
المحقق جيفرسون : هاتفه الآن مع الجنائيه لابد سيتفحصون آخر رساله رسلها وآخر مكالمه أجراها فجلس المحقق جيفرسون على الكرسي وفتح الكمبيوتر وقلب محتوى الجهاز لا يوجد شيء.
نهض المحقق جيفرسون وقال أريد أن أرى بقية الشقه وأخذ جوله سريعه على الشقه ومرافقها ثم طلب معاينة سطح البنايه وأخذ ينظر إلى السطح وأين كان يقف توماس وقتما رمى نفسه من فوق البنايه ثم قال : يبدو أن عملنا إنتهى هنا وآسف مرة أخرى على خسارتكما أيها الساده.
ثم رحل.
وفي مركز الشرطة تحديداً قسم التحقيقات وفي مكتب الملازم أول إيفا قال لها المحقق جيفرسون : كيف كان عملك المكتبي لهذا اليوم؟
الملازم إيفا : كان مملا ولأن الأوامر تظل أوامر ولابد من تنفيذها.
المحقق جيفرسون : أحسنتي قولاً.
الملازم إيفا وهيه تبتسم : تلميذتك ؛ بخصوص قضية اليوم إنتحار الفتى توماس من فوق البنايه لقد وصل تقرير المشرحه.
تناول المحقق جيفرسون التقرير وقرأه بتمعن ثم جلس على أقرب كرسي ورمى التقرير على الطاوله وتنهد قائلاً : إنها جريمة قتل.
كيف تحولت القضيه من إنتحار إلى جريمة قتل هذا ماسنعرفه في الحلقه القادمه من يوميات المحقق جيفرسون *الإنتحار الغامض*
يتبع….