ضامي قبلة كل ضامي

✍️ خالد بن محمد الفريجي :
ترددت كثيرا قبل ان اكتب مقالي هذا ومكمن ذلك لعجز كلماتي وحروف قلمي ان تتحدث عن شخصية عظيمة اسطورية في الكرم والشهامة وحب الناس .
في أوائل السبيعنات برزت ظاهرة توجه الكثير من أبناء الوطن نحو دول الخليج للعمل فيها وتحديدا الكويت وقطرطمعا في تلك الرواتب التي كانت ذا جاذبية للكثير منهم .
ضامي بن عويند المجارمي كان من أوائل الأشخاص الذين توجهوا نحو دولة قطر الشقيقة والتي سرعان ما وجد فيها فرصة وظيفية في الجيش القطري ومن ثم الاستقرار فيها .
مع هذا الاستقرار اصبح قبلة لكل الوافدين من أبناء الوطن للعمل في تلك الدولة فتحول منزله المتواضع الى محطة استراحة وضيافة لكل سعودي أيا كانت قبيلته فالكل لا يعرف الا بيت ضامي وذلك من كرمه وطيبة الذي بلغ الآفاق حتى وصل به الحال أن يدفع من ماله مساعدات لكل شخص ليس لديه القدرة على استئجار بيت وحول منزله الشعبي ذو الأربع غرف إلى شقق استضاف بها عوائل لفترات معينة لحين تحسن احوالهم فتشاركوا السكن والأكل في صورة تعجز الكلمات أن تصفها .
وهبه الله زوجات صالحات كن عونا له على كل فعل خير …
لم يتملكه أبدا ادنى شعور بالتردد أو الابتعاد بل انغمس في تلك الممارسات الكريمة حتى اصبح قبلة الطيب في قطر .
ارتفع شأنه ووصل به الحال الى أن يكون من ضباط الجيش القطري ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ).
ما زلت اذكر في طفولتي قهقهاته الجميلة وتلك الابتسامات اللطيفة التي تبعث في النفوس الراحة ..
رحل الى الدار الأخرى بعد ان ورّث ارثاًمليئاً بالحب والكرم والإحسان والكثير من الوقفات الجميلة .
رحمه الله فقد كان رياله ليس ملكه , لم تتوانى نفسه الكريمة عن أي فعل او مساعدة لمن يحتاجها .
ومازالت ذكراه عالقة في سماء العطاء تغرد اعذب الألحان في حضرة الأيام .