قصائد و مقالات

الهوية المصرية ومدى تأثرها بغير المألوف في إبراز سماتها.

✍️ د. محمد عويان :

سطرت الهوية المصرية من وجهة نظر الأديب نجيب محفوظ حيث ولدت بولادته، وبدأت بأولى رواياته سنة ١٩٣٩ وصارت كتاباته مسطرة لسمات الشخصية والتي تجاوزت مؤلفاته قرابة الخمسين مؤلفا أو أكثر. والحائز الاول على مستوى العالم العربي والثاني على مستوى مصر والرابع على مستوى القارة الأفريقية لجائزة نوبل عام ١٩٨٨م كأول أديب مصري عربى يفوز بنوبل، وقالت اللجنة القائمة على الجائزة: “إن نجيب محفوظ أثرى المكتبة العربية بإنتاجه الغزير الذي تجاوز الخمسين عملًا روائيًا وقصصيًا ترجم إلى معظم لغات العالم، بل تحول كثير منها إلى أعمال سينمائية”.

ولكن يظل السؤال في ذهن القراء والكتاب والمفكرين والمثقفين هل انتهى التسطير حول الهوية المصرية بموت النجيب محفوظ عام ٢٠٠٦ م ؟ وماذا لو لم يكتب النجيب عنها فماذا كان سيكون إذا لم يكن لدينا هذا التراث الذي يقتبس منه الباحثين والمفكرين ؟ وماذا عن مستقبل الهوية المصرية في ظل تفلت البعض ممن لهم دور في رسم الهوية وإبراز صورتها والخروج عن المألوف.

الحقيقة أن الهوية المصرية الآن وعلى مدى المستقبل، تحتاج إلى نسيج وطني ممزوج بتنوع الثقافات من الشخصيات العامة، آن الأوان لأن تدعم الدولة المصرية المفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء والفنانين والعلماء والإستراتيجيين والسادة المحليين السياسيين والعسكريين وكافة الرموز من طوائف الشعب المصري لرسم السمات الشخصية التي ترسم بدورها الهوية المصرية، وأن تتوافر الآلية لهذا النسيج الممزوج بتدوين وتسطير كل ما يدور من أحداث ومواجهات وتحديات جسدت وتجسد الهوية المصرية ، فالتاريخ هو الباقي وهو عنوان لقراءة الحضارة المصرية.
فيحبذا لو أن هذا المقترح دخل إطار التنفيذ الفعلي على أرض الواقع لمواجهة الشذوذ الذي نراه من الخروج عن المألوف، خاصة ما قام به الغير فنان محمد رمضان في أمريكا ورفع علم مصر وارتداءه بدلة رقص بما لا يتماشى مع قيم ومبادئ وعادات وتقاليد المجتمع المصري، وارجو عدم المزايدة بأن الفعل وقع خارج مصر ، فالشخصية المصرية ممثلة لدولتها فهي سفير بسفارة أو لا .
إنطلاقا من هذا المنطلق تسطيع الدولة المصرية الحفاظ على الهوية المصرية بدعم النماذج الأدبية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والتي لديها الإطار المشروع المتماشي مع عادات وتقاليد المجتمع المصري.

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى