
✍️ د. فايل المطاعني :
الاصدقاء هم مَن يتقنون حديثَ الرُّوح للرُّوح ، مَن يقرؤون الحروف بمشاعرهم ، مَن يترجمون كل احساس دون عناء ، مَن يَخشَون أثرَ كلماتهم ويبحثون عن أشباههم … هؤلاء هم الاصدقاء الحقيقيون.
الصداقة في حياتنا مهمة ، فنحن كبشر طبعنا اجتماعيين. ونحب من يكون شبيه لنا ،فالصفات أو حتى فالأفعال ، واليوم سيكون حديثنا عن أصدقاء الذكريات ، هناك من خذلنا وهناك من مد جسور الود والحب إلى يومنا هذا ،وهناك الكثير الكثير من الاوغاد الذين أصبحوا اصدقاء ، و اصدقاء أصبحوا أوغاد .هيا بنا نبدا رحلتنا مع الأصدقاء .
★ صديقي طارق الاردني:
كنا زملاء في المدرسة ، وكانت معرفتي به في معركة مع أحد الاشقياء،وعندما رأيت الاوغاد مجتمعين حوله، ذهبت لمساعدته ومنذ ذلك الحين اصبحنا اصدقاء .
طارق شابا رائعا خلوق محترم، في رمضان كنا نتشارك في إعداد الإفطار وتوزيعها على البيوت أو في المساجد بالرغم أن طارق مسيحي ولكن لم أشعر بذلك،
ولم اساله يوم ما ديانتك. وعندما كان يتحدث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،كان يقول مثلي صلى الله عليه وسلم ،في تلك الأيام لم نكن نسأل ما دينك ما قبيلتك ما جنسيتك ….. لأننا نحب الله عزوجل ،وكلنا يعبد الله على طريقته المهم انك تعبد الله وتحبه و تخاف منه .
★طارق الانجليزي :
أحد الأصدقاء الذين تعرفت عليهم بالصدفة عندما كنا في فريق التزلج التابع لمدينة العين الإماراتية ، انجليزي ولكن والدته عربية من أصل سوري ، كان يتحدث العربية بطريقة الفنان فاروق فلوكس في مسلسل رافت الهجان ، معه تعرفت على المجتمع الاوربي ، وتعلمت منه الاتيكيت ، وايضا تعلمت أن الإنجليز لديهم جدية في العمل ودقة في التوقيت .
★ محمد العراقي :
العراقي ليس لقب بل هو عراقي فعلا ، ولكن لم يعش في العراق ، كان يكره صدام حسين، وايضا عائلته ولكن كان يخافه جدا ،واصعب لحظاته عندما يذهب لتجديد الجواز العراقي ، كانت لحظات رعب حقيقي بالنسبة له ، صديقي محمد له نظرة في المراة هو يقول إن المرأة خلقت للفراش والحب فقط.
كنت استغرب من حديثه هذا ، بالرغم أنه عراقي ، ولا أحد ينكر حضارة العراق ،ولكن هذا العراقي اللطيف كان رايه هكذا ولا دخل للبلد في اراء البشر ، ودائما كنا في صدام واختلاف وجهات النظر برغم أنه شاب وسيم ذو عينان خضراء ، ولكن لم يكن محبوب لدي الجنس اللطيف اولا بسبب رأيه ،ثانيا لديه نظرات حاده مرعبة ، وتلك النظرات كانت تخيف الفتيات وللاسف هو كان يجد لذة في الخوف منه ، ودائما اقول له أيها الوسيم رفقا بالجنس اللطيف.
★ فادي عز الدين :
سوري الجنسية ، احد الاصدقاء والجيران ، والدته السيدة أم اياد كانت بمثابة الام لي ، فادي لم يكن صديقا عاديا، كان أحد الأصدقاء المقربين، علمته كيف يكون بدويا صميما ،وتعلمت منه اللهجة السورية الخاصة بمحافظة السويداء السورية.
بصراحة كنا مثل الإخوان تمام ،فعندما اريد اي غرض كنت ببساطة ادخل غرفته ،واخذ ما أريده واذهب.
شخصيته مرحه ، وكان طموح جدا.
ويحب الموسيقي ،ومعه أنشأنا فرقة موسيقية باسم عقارب بور هورس مع مجموعة من الأصدقاء الآخرين.
ابو بكر السوداني ولقبه ( بكري ).
طبعا اهلنا بالسودان يمتازون بالذكاء الشديد ، وهذا ما كان يميز بكري صديقي ، بكري محمد احمد هارون
هذا اسمه بالكامل. من خلاله تعرفت على طبائع وعادات الشعب السوداني الاصيل وحفلاتهم بالاعياد الوطنية ،وتعرفت على مناطقهم فالسودان دولة كبيرة جدا ومساحتها شاسعة .
أيضا بكري من جيراننا ،والده كان يملك صيدلية في البريمي . كنا نتعارك سياسيا ،فهو مع الترابي اقصد المفكر الدكتور حسن الترابي وانا بالرغم اني لست سودانيا ولكن ملم بالشأن السوداني ،كنت اختلف معه ، كنت ضد العسكر ولكن في مرحلة من المراحل كنت أقول إن وجود العسكر ضروري لتمرير خطة إعادة الديمقراطية الى السودان ،في تلك الحقبة كان الإطاحة بالنميري وتولي المشير عبدالرحمن سوار الذهب ومن بعده جاء الترابي و البشير. من خلال تخالف أطاح بالصادق المهدي وأحمد الميرغني.
من خلال صديقي بكري تعرفت على الفن السوداني والموسيقي السودانية، والاكلات السودانية،لديهم مخزون من الفنون السودانية وعباقرة أيضا في الادب السوداني فقد اهدني كتاب اسمه رحلتي في بلاد العروبة للكاتب حسن نجيلة
أيضا الكاتب السوداني الشهير السير الطيب صالح وموسم الهجرة إلى الشمال
والشاعر السوداني الشهير محمد الفيتوري
والشاعر الهادي ادم الذي غنت له ام كلثوم
وطبعا من منا لا يعرف الشاعر المجنون ادريس جماع .
أما الطرب السوداني فحدث ولا حرج
هناك الفنان الكبير محمد وردي كنا نحضر حفلاته في العين أو البريمي
الفنان عبدالكريم الكابلي
الفنان شرحبيل
الفنان محمد الامين
الفنان صلاح ابن البادية
عيونك فيها شي يحير يغير في اتجاه الزول للفنان كمال ترباس. من الأغاني التي اسمعها بين حينة واخري
والكثير من الفنانين السودانيين.
طبعا هناك الكثير من الأصدقاء ولكن الورق لا يتسع لحصرهم كلهم …
ولنا في الذكريات رمق حياة …
عجبتني تلك الابيات التي تقول :
رَحِيقُ الثَّغْرِ فِي شَفَتَيْكِ سُكَّرْ
وَفِي عَيْنَيْكِ وَالنَّظَراتِ خِنْجَرْ
عَلَى خَدَّيْكِ تَنْتَحِرُ القَوَافِي
وَمِنْ لَهَبِ الجَوَى اللهُ أَكْبَرْ
هَبِي أَنِّي أَتَيْتُ إِلَيْكِ طِفْلًا
شَقِيَّ الطَّبْعِ مِعْزَفُهُ تَكَسَّرْ
أَتَى يَبْكِي وَفِي عَيْنَيْهِ دَمْعٌ
وَبَيْنَ يَدَيْهِ أَقْلامٌ وَدَفْتَرْ
فَضُمِّيني إِلَى نَهْدَيْكِ حَتَّى
أُهَدِّئَ شَوقَ وِجْدَانٍ تَسَعَّرْ
كَذَلِكَ يَفْعَلُ الأَطفَالُ مِثْلِي
وأَنْتِ أَحَبُّ مِنْ نَفْسِي وَأكْثَر
فَقَالَتْ: مَا عَقَلْتَ مِنَ الصَّبَايَا
وما زالَ الغَرامُ عَلَيْكَ يَظْهَرْ
تُخَادِعُنِي وَعِنْدَكَ أَلْفُ حِضْنٍ
وَحَوْلَكَ أَلْفُ عَاشِقَةٍ وَجُؤْذَرْ
مِنَ البِيضِ الكَواعِبِ كالَّلآلِي
وَكَمْ خَدٍّ بِلَوْنِ المِسْكِ أَسمَرْ
تُخادِعُني بِدَمْعِكَ والقَوافِي
وخَدُّكَ مِنْ صِبَاغِ الغِيدِ أَشْقَرْ
تُشَبِّهُ كُلَّ أَجْسامِ الصَّبايا
فَذِي فُلٌّ، وَذَاكَ الخَدُّ مَرْمَرْ
وهذا العِطْرُ فِي خَدَّيْكَ يَلْهُو
وَيْجْرِي فِي دِمائِكَ مِنْهُ عَنْبَر
أَشُكُّ، وَقَدْ رَأيتُكَ ذَاتَ يَوْمٍ
وثَغرُكَ مِنْ دَمِ القُبُلاتِ أَحْمَرْ
فَمَا لِلشِّعْرِ تَنْصبُهُ شِبَاكًا
أَرَى الشُّعْراءَ مِنْ إبْلِيسَ أَخْطَرْ
فَقُلْتُ لَعَلَّ كَذَّابًا غَيُورًا
تَدَخَّلَ بَيْنَ أُلْفَتِنا وَدَمَّرْ
أَمُدُّ يَديِ إِلِيْكِ وأَنْتِ حَمْقَا
ويَغْلِبُ طَبْعَكِ الخُيَلاءُ والشَّرّْ
دَعِيني، واسألي عنّي نَبِيًّا
لِيَفْضَحَ وَهْمَكِ الوَحْيُ المُطَهَّرْ
حَمَلْتُ الحُبَّ والإخلاصَ دِينًا
وأَسْدَلْتُ السَّماءَ عَليكِ مِئْزَرْ
إذًا، لن نلتقي، ولَعَلَّ يَومًا
يَعُودُ لأهْلِهِ الغَادِي وَيَظْفَرْ
فقالت لا، فَأنتَ نَزِيلُ رُوحِي
تَعالَ، الوَصْلُ بَعَد الصَّدِّ أَيْسَرْ