إن لم أكتب

✍️ صالح الريمي :
أنا هنا لا أعظم قلمي ولا أستثنيه من الخطأ، فأنا لم أكتب ما يشبه روائع الأدب لأشيد به، أنا فقط أدون حالة شعورية لإنسان يشعر بأخيه الإنسان، أنا أكتب تجاه أي ظاهرة إيجابية أو سلبية لتغيير سلوك المجتمع إلى الأفضل، فالوقت صبور لا يمل، لكن يد الكاتب قد تصاب بالتنميل إن لم تجد من ينعشها، فالدوامة لن تستمر إلا إن أتاها دعم من المحيط، وكما يقول صديقي الحكيم: “الكتابة كالبناء الكل شارك فيها بحجر”..
قد أكتب أحيانًا بعض العبارات البسيطة والخواطر الحياتية وخربشات قلم متواضعة، والحمدلله أجد الكثير يقرأ ويتابع ويرد وينتقد ولكن تأثيرها على من يقرأوها يختلف من شخص لآخر، فمنهم من يشعر بنفس شعوري، ومنهم من يسرح بخياله بعيدًا، ومنهم من يرى نفسه بكل كلمة أكتبها، ومنهم من يطلب المزيد من كتاباتي.
ومنهم لا يفوته رسالة حتى يرد وينتقد ويستفسر وينصح ويوجهه، وهناك من لا يعجبه شيء، ومنهم من يسخر وينتقد بعنف، ومنهم من قال رسائلك مملة رتيبة لا تأتي بجديد..
أقول للجميع أنا إنسان قبل أن أكون كاتبًا، ولي أخطائي وسلبياتي لأنني بشر أخطئ واصيب، كما قال الشاعر:
وَمَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها؟
كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ
ولهذا الحمدلله أحاول جاهدًا تعديل بعض الأخطاء وتصحيح المسار وجودة الأداء، فالكتابة عندي قد تكون همسة أو صرخة أو إعجاب أو حب أو أنين أو وجع أو نصحية أو توجيه، والأجمل أنني أكتب إبحساس ومشاعر إنسان لكي أصل إلى القلوب الصادقة المليئة بالمحبة من أصدقائي وأحبابي ومتابعي الكرام.
ترويقة:
في يومٍ من الأيام كنتُ في لقاءٍ مع مجموعةٍ من الشباب، وسألني أحدهم بشكلٍ مفاجئ، عن أهمِّ النِّعم التي منحها الله للإنسان؟ قلت مباشرة من غير تردد إنها نعمةُ القدرة على الكتابة! وما زلت أعتقد أن قدرة الإنسان على الكتابة؛ نعمة كبرى، لا تتحقق لكثيرٍ من الناس حتى لو كان الشخص مثقفًا!.
لأن الكتابة تقوم بعملية تجسيد حقيقي للأفكار، والمشاعر، والخواطر، وتحولها إلى كائن حي، أو إلى بنيان لا تخطئه العين، وتجعلك قادرًا على ترجمة الحزن النبيل الذي يسكن في أعماقك، فتغنيك أو تعفيك عن الحديث، وتجعل منك صانعًا أو خالقًا للنَّص الذي لولاك ما كان موجودًا بالصورةِ التي أظهرتها!
*ومضة:*
جفت منابع فكري إن لم أكتب ..
وكُسر قلمي إن لم أعبر ..
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*