قصائد و مقالات

قصة كفاح سامي

✍️ سميرة أمبوسعيدية:

سامي … شابٌ طموحٌ يحب الحياة، ويعشق كرة القدم عشقًا جنونيًا، يعيش سامي في إحدى المدن الصغيرة من هذا العالم، ولتأكيد عشقه الجنوني بكرة القدم، كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترف، فعمل بجد لتحقيق هذا الحلم، ولعل شغفه بتطوير مهارته الكروية، وتفوقه الدراسي وعلاقاته الإجتماعية ساعدته على ذلك.
مضت الايام تلو الأيام، وهو يحلق فرحا مع تحقيق هدفه وطموحه، فجأة بدأ يشعر بالتعب والوهن في جسمه، أخذ ذلك التعب والوهن يغير حياته بشكل جذري، وبدأ تحقيق الحلم صعبًا نوعًا ما، لأنه بدأ في مصارعة المرض المجهول، فدخل المشفى، وأجريت له الفحوصات اللازمة لمعرفة خبايا هذا المرض والذي ظهر فجأة في حياته، وبعد فحوصات شاملة ودقيقة، وتكرارها فحصًا بعد فحص، وبين ألم وأمل يعتصره ويعتصر والديه ومحبيه، ظهرت نتائج الفحوصات وبإصرار من محبي سامي، الكل أراد معرفة نتائج تلك الفحوصات، وبتردد من الطبيب المعالج، ومحاولته إخفاء تلك النتائج، إلا أن إصرار أهل سامي دفع الطبيب بإخبارهم عنها، وهنا كانت الصدمة … سامي مصاب بالمرض الخبيث!!
يا إلهي!! الكل أصيب بذهول من صاعقة الخبر، الأم خارت قواها، والأب وإن ظهر صابرًا إلا أن غزارة عينيه بالدموع فضحته!!!
سمع سامي الخبر، شعر وكأن العالم قد انهار من حوله. كانت الصدمة كبيرة، لكنه سرعان ما أدرك أنه لا يمكنه الاستسلام. قرر أن يقاتل المرض بكل ما أوتي من قوة. بدأ رحلة العلاج التي كانت مليئة بالتحديات. خضع لجلسات العلاج الكيميائي، وكانت الآثار الجانبية قاسية. شعر بالتعب وفقد الكثير من وزنه، لكنه لم يفقد الأمل.

خلال فترة العلاج، كان سامي يتلقى الدعم من عائلته وأصدقائه. كانوا دائمًا بجانبه، يشجعونه على الاستمرار. بدأ سامي في كتابة مدونته الخاصة، حيث كان يشارك تجاربه ومشاعره مع الآخرين. كانت مدونته مصدر إلهام للكثيرين، حيث أظهر لهم كيف يمكن للإنسان أن يقاوم الصعوبات.
مع مرور الوقت، بدأ سامي يشعر بتحسن. كانت الجلسات العلاجية تؤتي ثمارها، وبدأت حالته الصحية تتحسن. قرر أن يستغل هذه الفرصة ليعود إلى ممارسة كرة القدم. بدأ بالتدريب ببطء، واستعاد لياقته البدنية. كان لديه هدف واحد في ذهنه: العودة إلى الملعب.
بعد عام من الكفاح، جاء اليوم الذي تلقى فيه سامي خبرًا سارًا. كانت نتائج الفحوصات تشير إلى أنه قد تغلب على السرطان. كانت لحظة فرح لا تُنسى، سجد سجدة شكر لله على شفاءه بدا بمواصلة دراسته وتحقيق حلمه، واحتفل مع عائلته وأصدقائه بقوة ارادته في التغلب على المرض بأمر الله تعالى .
عاد سامي إلى الملعب، وبدأ يلعب كرة القدم مرة أخرى، لم يكن مجرد لاعب عادي، بل أصبح رمزًا للأمل والإرادة. قرر أن يستخدم تجربته لمساعدة الآخرين الذين يعانون من نفس المرض. بدأ بتنظيم حملات توعية وجمع تبرعات لدعم الأبحاث في مجال السرطان.

قصة سامي هي قصة كفاح وإصرار، تُظهر أن الأمل يمكن أن يتغلب على أصعب التحديات، لقد أثبت أن الإرادة القوية والدعم من الأحباء يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا في مواجهة المرض، سامي الآن ليس فقط لاعب كرة قدم، بل هو أيضًا مصدر إلهام للكثيرين حول العالم.

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى