تجديد العهد مع الهوية والتاريخ

الاحساء – عبدالله فقيهي
في الثامن عشر من أبريل من كل عام، تحتفي شعوب العالم بـ اليوم العالمي للتراث، مناسبة عالمية أطلقتها منظمة اليونسكو والمجلس الدولي للمباني والمواقع (ICOMOS) عام 1982، ليكون هذا اليوم تذكيرًا بقيمة ما تملكه البشرية من كنوز حضارية وثقافية ومعمارية تمثل الذاكرة الجمعية للإنسانية، وتعبّر عن هوياتها المتعددة، وتاريخها العميق.
وتأتي فعالية اليوم العالمي للتراث 2025 في المملكة العربية السعودية لتقدّم نسخة مميزة عبر “هيئة التراث” تحت عنوان متجدد وهادف، يجمع بين عمق الماضي وحيوية الحاضر، ومنذ إطلاق رؤية السعودية 2030، برزت الهوية الثقافية كأحد المحاور الرئيسة لبناء مجتمع نابض بالحياة، وكان الاهتمام بالتراث ركنًا أساسيًا فيها.
فمن تسجيل المواقع الأثرية مثل “الحِجر” و”جدة التاريخية” و”واحة الأحساء” ضمن قائمة التراث العالمي، إلى تأسيس “هيئة التراث” والعديد من البرامج مثل “برنامج التراث الثقافي غير المادي”، و”موسم التراث”، أظهرت المملكة التزامها بالحفاظ على تراثها المادي وغير المادي.
وقد نجحت المملكة في نقل التراث من كونه معروضًا ساكنًا إلى محتوى تفاعلي حيّ يُقدَّم من خلال ورش عمل، عروض حية، حرف يدوية، حكايات شعبية، وأزياء تقليدية، مما يجعل من التجربة التراثية جزءًا من الحياة اليومية، وليس مجرد ماضٍ محفوظ.