كم قلبًا ستفنيهِ

✍️ ابراهيم الجعفري :
للبعد والصدّ والأحزان والتيهِ
ثأرٌ مع الدمع ما أخفيتُ تبديهِ
وللحروف بكاءٌ لستُ أسمعهُ
مهما كتبتُ وما أبديتُ تخفيهِ
عذرًا حروفي فإنّ البعدَ أرهقني
فجئتُ للبحر أستجدي مرافيهِ
أقول يا بحر إنّ الموجَ أتعبني
فيبعثُ الموجَ تلو الموجِ مِن فيهِ
أبني القلاع على كفيك..وا عجبي
وأنت تهدمُ ما أبني وتفنيهِ
نسيتَ يا شاطئَ الأحلام كم رسمتْ
يدِي، وكم كتَبَتْ أحلى أساميهِ
وكم شدونا وصوت الموج يطربنا
وكم بعثنا له لحنًا يغنّيهِ
يبكي المكان ولا دمعًا فأعذرهُ
ومن بكى دون دمعٍ ليس يجديهِ
هذا اللقاء الذي..ناديته زمنًا
كَفَاقِدِ الشىء حتمًا ليْسَ يُعْطِيهِ
أنّى اللقاء وهذا البينُ أدمعهُ
تداعب الخد في أحلى لياليهِ
فمن تداوى ببعض الأمس مبتهجًا
كشاربِ المُرِّ يدري ليس يرويهِ
و أسمع الصوت من أمسي فيطربني
فأحفظُ اللحن في صدري و أبكيهِ
تَثَاءَبَ الشّوقُ لا آسٍ لِغُرْبَتِهِ
و أجْدَبَ الدّمْعُ مِنْهُ مِنْ مَآقِيهِ
أُعَاتِبُ الأمْسَ وَ الذِّكْرَى تُؤَنِّبُنِي
تَقُولُ أَمْسُكَ يَرْجُو مَنْ يُوَاسِيهِ
وَ الدَّمْعُ جَفَّ وَ شَاخَتْ عَيْنهُ ألَمًا
فَهِيهِ يَا صَدّ..كَمْ قَلبًا سَتُفْنِيهِ!