قصائد و مقالات

ماهي العنصرية؟

✍️مرشدة يوسف فلمبان:

هي الأفكار والمعتقدات والقناعات السائدة التي تسيء لبعض البشر.. والتصرفات التي ترفع من قيمة مجموعة معينة على حساب فئات أخرى..
وهذا الإعتقاد لا يضر بمن يعانون فحسب بل المجتمع بأكمله.. فالعنصرية تعمق الشكوك وتلقي بظلال الريبة على كافة الجوانب فتمزق نسيج المجتمع.
فالعنصرية وكراهية الأجانب- في بعض المجتمعات- هي عدوى قاتلة.. وعلينا التعاضد معََا ومواصلة العمل الدؤوب بيقين وإصرار لما فيه الصالح العام.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى من التي تدعي الديموقراطية؛ تتعنصر ضد أجناس معينة.. وأمريكا التي هي أول دولة تعاني فيها مجموعة من السود من مسيئات هذه العنصرية.. والإهانة الظاهرة لمجموعات السود.. وكذلك العنصرية ضد السود في اليمن.. بغض النظر عن ملاحقة التفريقات؛ تظل حقيقة أن المهمشين السود هم الفئة الأكثر تعرضََا للظلم والجور..
والتمييز ضدالسود في ألمانيا هي الأسوأ بين ١٣ دولة أوروبية..
للعلم فإن المملكة العربية السعودية أنضمت إلى الإتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري بموجب المرسوم الملكي رقم ( م١٢) وتاريخ ١٦ /٤ / ١٤١٨ من الهجرة.. ورغم ذلك مازال التعنصر الإجتماعي في الكثير من مجتمعاتنا.. حيث من يتقدم لوظيفة بمجرد أن المسؤولين عرفوا أصله رغم أنه أصبح مواطناً؛ يرفضون توظيفه بحجج واهية.. أو قبوله في أي مجال عملي أو دراسي أو زواج.. فهذا تصرف غير مقبول شرعََا.. وغير لائق لمجتمع متحضر وراق.
ومرة أخرى في إطار العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية تعود العنصرية ضد الأمريكيين الأفارقة إلى الحقبة الإستعمارية وما تزال تشكل مشكلة مستمرة في المجتمع الأمريكي في القرن الحادي والعشرين.. ومازال الأفارقة يواجهون قيودََا على حرياتهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية.. فقد تعرضوا لعمليات الإعدام دون محاكمة.. والعزل العنصري وقوانين السود.
ومن وجهة نظري فإن هناك تعنصرا خفيا موجودا بما يسمى تعنصراً أسرىاً؛ كأن يكون فردََا في الأسرة يميل إليه بعض أفرادها.. وفرد آخر يعاني من التهميش وقلة الإهتمام.. وغير ذلك من التعنصر في شتى المجالات؛ مثل التعنصر الرياضي؛ المالي؛ الجمالي الخ.
فإياك أيها المسلم أيتها المسلمة والعنصرية فهي ألم في النفوس لأنها داء القلوب المريضة تزلزل أركان المجتمع الإسلامي
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم /يا أيها الناس إن ربكم واحد لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود. ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى.. الناس من آدم وآدم من تراب..
لذا فالإسلام حارب ويحارب العنصرية وسائر أشكال التمييز بين البشر.
فلنكن حريصين على مكافحة العنصرية التي تفسد القلوب وتمزقها.. فهي في قاموس الإسلام لا أثر لها.. ويدعو لمحاربتها وقد قال تعالى :
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فالله تعالى لايميز بين الناس بأجناسهم ولا ألوانهم بل بتقوى قلوبهم..
والحمد لله على نعمة الإسلام.

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى