قصائد و مقالات

أبطال لا يتحدث عنهم أحد عثمان باتور إسلام أوغلو

✍️ سمير الشحيمي :

منذ بزوغ فجر الإسلام والفتوحات الإسلامية لنشر الدين الإسلامي في شتى بقاع الأرض كان يظهر لنا أبطال تعلق قلبهم بالإسلام في الأراضي والبلدان التي وصلتها الفتوحات الإسلامية وأصبح منهجهم كتاب الله وسنة نبيه ، ينصرون من ينصرهم ويعادون من عاداهم هيا بنا نقرء بعض السطور عن هذا البطل :

في سنة 1940م إتحدت الصين وروسيا من أجل القضاء على شخص واحد فقط ..!!

ترى من هو هذا الشخص الذي إتفقت الصين وروسيا عليه بجـيش قوامه 300 ألف مقاتل بأحدث الأسـ ـلحة في زمانه،؟!.

هو مجـ ـاهد دولة تركستان الشرقية التي فتحها القائد العظيم “قتيبة بن مسلم الباهلي” نهاية القرن الأول الهجري.

هو البطل المنسي من ذاكرة الأمة عمداً “عثمان باتور إسلام أوغلوا” ، البطل الذي قاد معـ ـارك شرسة ضد الإحـ ـتلال الصيني المتعاون مع الروس خوفاً من قيام دول موحدة بالله في تلك المناطق.

بلغ من دهاء وفراسة “عثمان أوغلوا” أنه كان ينصب شيئاً اسمه (كمائن مركبة) أي ينصب فخاً للعدو حتى إن دخلته سرية قضى عليها ، فإن جاءت أخرى لإنقاذ الجرحى قضى عليها ، حتى يأتي جيش أكبر لمواجهة صانع الكمين فيجد أيضا كميناً محكماً بشكل أكبر يقضي على أغلب جيشهم في لحظات معدودة.

وقد رفض أغلب ضباط وجنود العدو العمل في تلك المناطق خوفاً من مواجهة “عثمان” ورفاقه الأبطال العظماء .
كان الجنود الروس والصينيون يدفعون الرشاوى لقادتهم في مقابل إبعادهم عن تلك المناطق التي فيها “عثمان” ورفاقه.

بلغ الحال بالحاكم العسـ ـكري الصيني للمنطقة أنه قال: «من يأت لي بعثمان حياً أو ميتاً أعطيته زوجتي 70 يوماً في بيته يفعل بها ما يشاء» ..!!
فهربت زوجته إلى معسـ ـكرات الجيش الإسلامي ، وأسلمت ، فأكرمها صاحب الخلق الإسلامي “عثمان باتور” ، وتزوجها أحد قادة جيشه وعاشت معه بكل عزة وكرامة.

وما ذهبت إلى معسـ ـكر جيوشنا إلا بما سمعته من الأهالي عن أخلاق هذا الجيش وقائده “عثمان” ، حيث لا ظلم ولا خطف ولا حرق ولا محاربة النساء والشيوخ والأطفال ، وكل من لم يحمل السلاح ضدهم.

قائد مثل هذا كان من المستحيل الإيقاع به إلا بالخيانة.

عجز جيش قوامه 300 ألف بالسلاح والعتاد في الإيقاع به أثناء المواجهة المباشرة في الميدان.
باعه أحد الخونة إلى الجيش الصيني مقابل المال ، ودس نفسه في جيشنا ودل العدو على مكانه ، فحـ ـاصره العدو من جميع الجهات سنة 1951م ، وظل يقاتل البطل حتى تعطل مدفعه ، فأخرج خنجره وظل يقاتل به حتى أصيب بالرصـ ـاص ، فأقتاده العدو وأعـ ـدمه في ميدان عام هو ورفاقه ، وتركوهم معلقين ثلاثة أيام أمام الأهالي ، وما زاد ذلك الأهالي إلا قوة وصبراً.

ولما علمت أمه بالخبر وما حدث لإبنها ، قالت: «لمثل هذا ربيته».

رحم الله البطل ، ورحم الله رفاقه الكرام.

انتهت.

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى