قصائد و مقالات

الجني والسجين

✍🏼 سمير الشحيمي :

كان أحد السجناء في العصر القديم بإحدى الامبراطوريات العتيقة محكوماً عليه بالمؤبد
ومسجوناً في جناح قلعة مطلة على سفح جبل، ولم يبق على موعد نقله لسجن وسط الجبال المخصص للأعمال الشاقه المؤبده سوى ليلة واحدة.
يأتي إليه حارس السجن ومعه الطعام ويفتح باب الزنزانة ويدخل ليضع له الطعام ثم خرج.
والسجين منهمك في التفكير وبما سيحدث له غداً أتاه صوت من النافذة المطله على سفح الجبل فنهض السجين في حيرة من أمره من الذي يناديه اقترب ببطئ من النافذة رأى طائر متوسط الحجم يحدثه فقال السجين : هل هذا أنت الذي تتحدث؟
الطائر : نعم ومن غيري هنا.
السجين : الطيور لا تتحدث يبدوا أن عقلي لا يستوعب بما أن غداً سأنقل الى نهايتي أصبحت كثير التهيئات.
الطائر : أيها الأحمق أنت لا تتهيئ أنا بالفعل الذي أتحدث إليك.
السجين : كيف ذلك؟
الطائر : ببساطه أنا جني تحولت إلى طائر ارفرف بالسماء وسمعت صوتك وأنت تحدث نفسك وأتيت إليك.
السجين : لم يسبق لي وأن رأيت جني يطير ويتشكل كهيئة طير.
الطائر : دعك من هذا لماذا يريد الإمبراطور نفيك الى ذلك السجن المخيف في وسط الجبال الذي يذهب هناك لا يعود حيا ماهيه تهمتك؟
السجين : لقد سرقة من منزل وزير الملك وتم إلقاء القبض علي وحكم علي بالمؤبد.
الطائر : إن هذا الإمبراطور لا يطاق بالفعل في كل مره أحلق بها أجده قد سجن أحد عامة شعبه ليعدمه أو ينفيه إلى ذلك السجن.
السجين : هذا حالنا لقد انهكنا الفقر والوجوع فنلجأ للسرقة.
الطائر : استطيع مساعدتك واخراجك من السجن.
السجين : ماذا تقول ؟ هل ستساعدني بالهروب كيف؟
الطائر : ابتعد عن النافذة.
يبتعد السجين عن النافذة ويطير الطائر مبتعدا ثم ينقض على النافذة ويدخل من بين فتحتها إلى داخل الزنزانة ثم أصبح دخان كثيف ورجع الجني إلى هيئته الطبيعيه نظر إليه السجين في ريبه ثم قال : بالفعل أنت جني.
الجني : أسمع لا وقت لدينا ستشرق الشمس في ساعات قليله ولن تستفيد من وجودي هنا لإننا لا نخرج في النهار.
السجين : حسنا كيف ستخرجني؟
الجني : سأحولك إلى طائر.
السجين : رائع كنت أحلم بإن أطير الآن سيتحقق حلمي هيا قم بعملك أيها الجني.
الجني : هيا استعد . فهمهم الجني ببعض الكلمات بلغة الجن فتحول السجين إلى طائر.
خرج السجين الطائر إلى النافذة ووقف على الحافة وفرد جناحيه وسلم نفسه لرياح وانطلق محلقا ولكن للأسف لم تدم فرحته غير دقائق حتى هبت رياح قويه تتلاعب به ثم بدء يهوى إلى أسفل الجبل بسرعه جنونيه وهو يصرخ ولكن لا فائدة رفرف بجناحيه بقوة ارتفع ببطئ وهو يتجه إلى الأعلى والرياح تتلاعب به حتى وصل إلى نافذة الزنزانه ودخل إلى الداخل فأعاده الجني بشريا فقال السجين وهو يلتقط أنفاسه : لقد كنت سأموت لم استطع الطيران بسبب الرياح.
الجني : بالفعل صعب عليك أن تكون طائرا لتحلق فالطيران يحتاج إلى تدريب وأنت لا تملك المؤهلات لذلك فالمكان عالي جداً فوق سفح الجبل ستقع إلى الهاويه وتلاقي حتفك.
السجين : مالعمل الآن؟
الجني يفكر : ما رأيك أن تكون فأرا !!!
السجين يفكر بين أن يوافق أن يكون فأر ويخرج من الزنزانه أو يبقى مكانه ليتم نقله إلى الشقاء.
السجين : أنا موافق فكرة عبقريه وأقل خطراً لن يراني أحد لصغر حجمي.
الجني : استعد أيها السجين.
نطق الجني ببعض كلمات بلغة الجن ثم أشار بإصبعه إلى السجين الذي تقلص حجمه وأصبح فأر.
الجني : أخرج من تحت الباب وانطلق إلى الحريه وعند شروق أشعة شمس الصباح ستعود إلى طبيعتك كإنسان.
انطلق السجين الفأر من تحت الباب ويتعدى الممرات وجميع الحراس نيام وعند اقترابه من الخروج من السجن الكبير ظهرت أمامه فجأه قطه بيضاء تنظر إليه بعينيها العسليتين وهيه تبتسم بخبث وكشرة أنيابها ورفعت ذيلها ، الفأر ارتجف مكانه ورجع خطوة للوراء ليهرب لكن القطة قفزت لكي تصطاده لكن الفأر هرب مسرعاً والقطه خلفه مروراً بجميع ممرات السجن وما كان على الفأر إلا أن يدخل إلى إحدى الزنازين لينقذ نفسه وأخيراً توقفت القطه تحاول دخول الزنزانه لكن دون جدوى فنسحبت والفأر يلتقط أنفاسه بصعوبه وسمع حركه خلفه كان الجني متكئ على جدار الزنزانه وهو يدندن ويغني فقام الجني بقول بضع كلمات أعاد الفأر إلى وضعه الطبيعي فقال السجين : هذه القطه أضاعت محاولتي للهرب مالعمل الآن أن خرجت مره أخرى ستأكلني.
الجني : لقد نجوت بإعجوبه.
السجين : الخطه لم تنجح مالعمل؟
الجني يشير بيده : هذه الفتحه لتسريب المياه خارج الزنزانه ما رأيك أن تستخدمها لكي تهرب لن تجد هناك قطه أو أي شئ آخر قد يضرك.
السجين : فكره عبقريه لكن مالذي ستحولني إليه؟
الجني : فأر مرة أخرى.
السجين : هيا إذا.
الجني يهمهم بالكلمات وحوله إلى فأر مره أخرى.
الجني : الآن أخرج من الفتحه وتحسس الهواء واتبع نسماته ستجد كثيراً من الممرات اسلك الممر الذي يتدفق منه الهواء هيا انطلق لم يتبق إلا القليل لتشرق الشمس.
انطلق السجين الذي تحول إلى فأر ودخل من الفتحه وانطلق يتحسس طريقة بالظلام الرطب كما أخبره الجني والممرات كثيره ينتظر أن تدغدغ نسمات الهواء شعرات شاربه الصغير ويتبع مصدرها حتى رأى بعض النور الساطع من القمر فنطلق مسرعاً ليخرج لكن بلحضه الأخيره وعند حافة الحبل كان سيقع لكن تمسك بأضافره بصخور الجبل وعاد مكانه نظر الفأر فوجد نفسه أعلى سفح الجبل جلس يفكر السجين الفأر لا يوجد مفر مالعمل الآن ، فعاد أدراجه الى زنزانته وإلى أن وصل الى زنزانته وجد الجني وهو متكئ على جدار الزنزانه وهو يدندن ويغني ولما رأى السجين الفأر همهم ببعض الكلمات فأعاده بشريا فقال السجين : لقد كنت سأقع من سفح الجبل وألقى حتفي.
الجني : يبدوا أن كل محاولات الهرب قد فشلت أيها السجين المسكين.
السجين : مالعمل الآن أيها الجني؟
هم الجني بالحديث فرأى من النافذه بزوغ الفجر.
الجني : لابد أن أغادر الآن ستشرق الشمس عما قريب ويجب أن أعود إلى مملكتي.
السجين : وأنا مالذي سيحدث لي؟
الجني يقفز إلى النافذة : كان الله في عونك يبدوا أن السجن هو ملاذك ليس لك مكان آخر.
تحول الجني إلى طائر وفرد جناحيه ليغادر ثم اللتفت إلى السجين الذي ظل واقفا مصدوما فقال له : على فكرة أن الحارس الذي أدخل إليك الطعام ترك الباب من دون قفل تستطيع فتحه لتهرب.
السجين يلتفت الى الباب ويقترب منه ووضع يده على الباب فنفتح ، تهللت اسارير السجين فلتفت إلى النافذة فوجد الجني الطائر قد غادر. فخرج السجين من الباب ولكن لم يدم خروجه إلا ثواني حتى وجد أمامه 3 حراس بأيديهم السناسل فألقوا القبض عليه وانهالوا عليه بالضرب وقيدوه بالسناسل واقتادوه إلى عربة السجن التي ستنقله الى سجن عمق الجبل.

*الحكمــــــه*
الإنسان دائماً يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته.
حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها وتكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئاً فيها.

انتهت.

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى