قصائد و مقالات

داهية العرب وعبقرية المناورات

✍🏼 د. سعاد حسني :

عندما نسمع كلمة مناورة يطير بنا الذهن والخيال إلى المناورة المتعارف عليها وهي التدريب بين دولتين أو أكثر بالاتفاق في مكان ما وزمان ما. ولكن الحقيقة في الأعوام القليلة الماضية وجدنا مفهوما جديدة لكلمة مناورة، وأبعادا جديدة لا يدركها الكثير من الناس، ولكن يدركها من له باع وفن التعامل مع الناس على اختلاف طوائفهم وأشكالهم، وحتى ألونهم. فالمعنى الجديد المكتسب للمناورة، والذي استنبط من الحراك السياسي الدولي المفعم بالتغيرات السريعة المتلاحقة، والتى ينتج عنه أيضا تغيرات في كافة مناحي الحياة ( الاقتصادية – الاجتماعية – السلوكية -…… إلخ) أصبح للمناورة تواجد أسلوب حياة. ففي وسط هذا الزخم من الصراع الدولي، والحروب المختلقة، والبعد عن الدين، والمبادئ، والقانون، والشرع، أصبح الحوار له مجريات كثيرة، ومحاور أكثر، وأبعاد أكثر وأكثر. فقد يستطيع رئيس ما يقول كلمة و يصدرها إلى مكان ما، ولكنه يقصد صداها ومغزاها يصل إلى مكان بعيد كل البعد عن الذي قصده، وهو يعلم علم اليقين أن نتائجها سوف يتحقق مهما طال الزمن. والحقيقة من يتخذ أسلوب المناورات لابد أن يتحلى بصفات لم تكن في كثير من البشر. لابد أن يكون لديه العبقرية الخارقة التي تنم عن سرعة البديهة، والذكاء الخارق، كذلك الثبات الانفعالي؛ وذلك لتقبل أي موقف أو كلمة مفاجئة طارئة فيستطيع بسهولة الرد عليها. هذا إلى جانب الخلق الرفيع؛ وهذا يساعده على التحلي بالصبر، ولباقة اللسان، والتحكم وقت الغضب، هذا إلى جانب الثقافة المتنوعة، الوعي الشديد لكل ما يدور حوله، متوقعا لما سيحدث مستقبلا بناء على فهم الشخص الذي أمامه. هذا إلى جانب أنه يتبع طريقة خير وسيلة للدفاع الهجوم، وهذا ما يجعله سابقا للأحداث، يفاجئ الذي أمامه؛ فيفوق كل التصَورات التي قد تتوقع. وهذا كله نراه في سياسة مصر المتمثلة في شخص الرئيس ( عبد الفتاح السيسي) الذي يناور ويحاور ويلاعب الذي أمامه، ولكن بطريقة لم يشهدها العالم من قبل. فالرئيس عبد الفتاح السيسي أصبح نموذجا يدرس في الجامعات والمدارس ليس المحلية فقط بل العالمية أيضا. فهو يناور بعبقرية لم يكن لها مثيل. فهو يتحدث بكل صدق وكل شفافية فيتخيله الناس أنه يكذب. وليس هذا في الحوار فقط، ولكن في المواقف واتخاذ القرارت، وإقامة المشروعات العملاقة. متحليا بالخلق الرفيع المستوى؛ فيصل إلى هدفه بسهولة ويسر؛ مما جعله محط اهتمام أنظار العالم العدو منهم قبل الصديق. فهنيئا لك يا مصر برئيسك ( السيد عبد الفتاح السيسي) العبقري والذي يعتبر بلا مبالغة في عصرنا الحاضر (داهية العرب).

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى