قصائد و مقالات

أيام العيد

✍️ د. سعاد حسني :

عظيم الله في كل شئ : في قدرته، في رحمته، في تنظيمه للكون، وتسخيره للإنسان وخدمته له، في حبه لكل مخلوقاته وخاصة الإنسان. فالله – سبحانه وتعالى – عندما خلقنا وطلب منا العبادة لا يحتاج لعباداتنا ولكن مردود هذه العبادة وأثرها يعود على الإنسان في َتكوينه البدني والصحي والنفسي . عندما يبتلينا الله بأي ابتلاء فهو قادر على إلغائه وإخفائه، ولكن طوله وصبرنا عليه يجعلنا نكتسب خبرات وعظات من هذا الابتلاء، ونتعلم منه أشياء تساعدنا في حياتنا بعد ذلك. عندما تشرق الشمس ويأتي النهار، وتخرج الناس لأعمالها يتحملون العناء والمشاقة؛ لكسب أرزاقها وكف أنفسهم عن السؤال. يأتي الليل؛ للراحة والسكون والهدوء؛ حتى تكون قادرة على مواصلة الحياة. أيضا بعد صيام شهر رمضان، وما يخص هذا الشهر الكريم من طقوس خاصة به من عبادة مكثفة مثل : صلاة التراويح، قراءة القرآن الكريم، قيام الليل، التسبيح وذكر الله، وتغير لملامح الحياة المعتاد عليها طوال أحد عشر شهرا. يأتي الله بالعيد؛ ويكافؤه على هذا العناء، وهذه المشاقة. فما أجمل أيام العيد وبهجتها.! وسماتها المختلفة عن الأيام العادية. ففي العيد تكون القلوب مملوءة بالمحبة والسماحة. وفي العيد نعيش مظاهر الاحتفال به مثل : صلاة العيد المزينة بالفرحة والسعادة، الأطفال وفرحتهم بالعدية؛ ليشتروا البلونات والألعاب المختلفة، والحلويات، و الأكلات المختلفة. وفي العيد شراء الملابس الجديدة ذات الألوان المبهجة. وفي العيد الكحك والبسكوت والغريبة والبيتفور، والأشكال المختلفة من هذه الأطعمة، إلى جانب الأطعمة الفرعونية المتوارثة عند المصريين – الرنجة، الفسيخ، – ملحقاتهما. ولا ننسى المسليات ( الملبس، اللب، والسوداني) والأنواع المختلفة منه. وفي العيد نخرج للحدائق والجناين والتنقل بين الأزهار و الورود، وشواطئ البحار المختلفة؛ للتمتع بالطبيعة وجمالها. وفي العيد يرجع جمع غفير من الناس إلى محافظاتهم، يقطعون المسافات الطويلة والشاقة؛ لقضاء أيام العيد بين أهلهم وأقاربهم، هذا إلى جانب من في القاهرة يقومون بزيارة أهلهم وتبادل الزيارات؛ فتنتج المحبة والمودة والألفة. وفي العيد تكون الناس حريصة على تنظيم البيت بشكل لائق مبهج، مرصع بالزينات والبالونات. فأيام العيد جميلة بكل تفاصيلها؛ لهذا لاننساها أبدأ، وننتظرها؛ لنحياها مرة أخرى. فحقيقة ما أجمل أيام العيد !

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى