مصر ام الدنيا

✍️ سعاد حسني:
كثيرا ما توقفت طويلا أمام معنى هذه الكلمة ( مصر أم الدنيا) وسألت نفسي مرارا وتكرارا، لماذا مصر أم الدنيا؟ لماذا نردد هذه الكلمة؟ أهي من باب الفخر والاعتزاز بمصريتنا؟ أم هى من باب المبالغة؟ أم أنها من باب الاستعلاء والغرور. ولكن ما شاهدته اليوم أجاب لي عن أسألتي التي كانت تحيرني وتدهشني. وجدت أما لا تشعر بعيد، ولا تشعر بفرحة وأحد أبنائها يتألم. وجدت أما يعصرها الحسرة و الأوجاع نظرا لما يحدث لأحد أبنائها. ما وجدته اليوم مع أول أيام عيد الفطر المبارك. وجدت جموعا غفيرة من المصريين خرجوا؛ لصلاة العيد، والاحتفال بالعيد. لكن احتفالا من نوع خاص. احتفالا ينددون به بسياسة إسرائيل الغاشمة. احتفالا ينادون به لا للتهجير. جموع تملئ الشوارع، والطرقات ؛ رافعين الأعلام المصرية و الفلسطينية. رافعين اللافتات المختلفة، ويعلوننها في صوت واحد لا للتهجير. جموع ترفض ما يحدث في غزة حالهم حال جميع المصريين. فكيف نحث بالعيد وأطفال تشرد وتقتل، وتطاير أجسادهم وكأنهم حبة رمال يبعثرها الهواء؟ وكيف نحث بالعيد وبيوتا تهدم، وحياة تفنى؟ هكذا هي الأم : لا تحس بالفرحة وأحد من أبنائها به ألم، أو ألحق به جرح. أم لا تشعر بالطمأنينة وأحد من أبنائها – فلاذات كبدها – به أذى من أي نوع. أم تريد أن تتألم هي، تريد أن تتوجع هي بعيدا عن أبنائها. فكم أنت عظيمة يامصر، وكم أنت تحسين بأَوجاع أبنائك من الوطن العربي. ولم يكن هذا ينطبق على غزة فقط وأهلها، ولكن على جميع الدول العربية التي يجتاحها الخراب والدمار. فالأم لا تفرق بين أبنائها مهما كان حالهم. هكذا هي مصر. مصر أم الدنيا.