قصائد و مقالات

رمضان يلملم أحشاءه

✍️ سعاد حسني :

كل شئ له بداية لابد أن يكون له نهاية. حقيقة ثابتة لا يعتريها الشك أو البهتان. سنة كونية على أساسها خلق الله الكون. فالعمر مهما طال أجله لابد أن ينتهي. هذه سمة الحياة. فهذا هو رمضان يلملم أحشاءه ويهيئ نفسه للرحيل؛ وليفارقنا بعيون مشحونة بالدموع، مخمرة بالحزن؛ لفراقه. يومان وتذهب الأيام الجميلة المملؤة بالبركة والخير والصفاء، يومان وتتركنا النفحات الطيبة والإحساس بالطمأنينة والهدوء والسكينة. ولم يكن باستطاعاتنا أن نبقيها معنا وقت أطول؛ فهو ضيف عزيز كريم خفيف على الروح والنفس. لا يريد أن يحملنا مشاقة ولا تعب. ضيف عفيف النفس يدخل الفرحة والسرور والبهجة على مضيفه دون أن يأخذ شيئا. ضيف يجمعنا في حلقة تنافس وسباق على رضاء الله وشكره على نعمه وفضائله. ونغسل في أيامه ذنوبنا وذلاتنا بكثرة الطاعات والأعمال الطيبة. وليس هذا فحسب بل أنه يتركنا في فرحة؛ بقدوم العيد والإحساس بمباهجه كما جاء بفرحة.. فهو ضيف غالي تعجز الكلمات عن وصفه وذكر فضائله. ولكن عسانا أن نتخلق بأخلاقه بعد فراقه. فرب رمضان هو رب كل الشهور. فعلينا أن نبقى على سلوكنا الطيب كما كنا في رمضان. علينا أن نتحلي بالحب والعفو والسماحة كما كنا في رمضان. علينا أن نبقى على طاعاتنا وتقربنا إلى الله، وتنافسنا على فعل الخيرات ولنجعل عمرنا كله رمضان. ولندعو اللهم بلغنا رمضان.

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى