ناصر الدسوقي ينظم أول معلقة في الإسلام

✍️ عبدالله المالكي :
أكثرنا يعرف المعلقات الشعرية ،
العشر والسبع الأشهَر منها .
حيث كنا أولها
معلقة الأعشي والتي كان عدد أبياتها ستة وستون ( ٦٦ ) بيتًا ،
وآخر المعلقات هي معلقة عبيد بن الأبرص
وكان عدد أبياتها خمسة وأربعون ( ٤٥ ) بيتًا ,
وكلاهما على بحر البسيط .
وسميت المعلقات بهذا الإسم حيث أن الشعراء كانوا يعلقون قصائدهم على أستار الكعبة المشرفة بعد كتابتها على الجِلد ،
وأيضاً كانت تسمى ( المذهبات ) حيث أنهم كانوا يكتبونها بماء الذهب ،
وكانت أطول المعلقات ( ١٠٥ ) بيتًا .
لكن منذ أن دخل الإسلام وبعد فتح مكة لم نرَ أو نسمعُ عن شاعرٍ نظم قصيدةً على هذا النحو ،
ولا ندري أيرجعُ هذا إلى عدم وجود المَلَكةِ لدى الشعراء حتى وقتنا هذا ، أم لعدم وجود موضوعات وقضايا يتناولونها ، وما أكثرها ؟!٠
حتى جاءنا شاعر مصري من صعيد مصر ، وتحديدا من محافظة الأقصر ،
من قرية تابعة لمركز اسنا ،
وهبه ربه كتابة الشعر العربي الأصيل ، والعامية التراثية بإتقان ،
ويتقن فن الواو ، والمربعات والمسبوع .
وإذ به ينظم قصيدة بلغت أبياتها مائة وثمانية عشر بيتًا ( ١١٨ ) على بحر البسيط ،
لتكون أطول قصيدة في العصر الحديث .
ولتكون المعلقة الجديدة التي كنا قد أيقنا أن عصر المعلقات قد انتهى بدخول الإسلام .
وأسماها
( إِرْثٌ بأوراقِ الشَّجَر )
وسوف تكون في ديوانه القادم وهو الديوان السابع له والذي يحمل إسم معلقتِه .وأَرى الصُّقُـورَ هُـنا بَدَت
حَـطَّتْ على ظَهْرِ البَقَـر
ونَظَـرْتُ أُمِّي وجَـدْتُهـا
تَرْعَى على جَـنْبِ النَّهَر
أُمَّـاهُ مَهْـلًا في الخُـطَـا
ورَجَائِيَ الخَوْفُ الحَذَر
قـالـتْ بُـنَـيّ لا تَـخَـفْ
فَلَسْتُ مَنْ يَخْشَي الخَطَر
أُنظُــر. إلى عِـرْشِــي أنا
لا مَـالَ يَـوْمـًا وانْكَـسَر
النِّيـلُ صَفْـوٌ مُـذ جَـرى
ومِياهُهُم صارَت عَكَـر
.……..
وسوف نوافيكم بهذا الإنتاج الأدبي كاملًا لاحقًا بإذن المولى .
لكن يبقى السؤال الأهم .
أين ستُعَلَّقُ لتكون أول معلقة نعرفها بعد الإسلام .