✍️ محمد إبراهيم الشقيفي :
على رصيف الموت تغرب شمس الحياة و بين أمواج التحدي يناضل شعب أعزل فى جوف الليل يخرج ضباب كثيف قرب حدود الظلمات تنعدم فيه الرؤية تختلف المواقف إلى فرق وفصائل تنقسم فيها المشاعر والأحاسيس الراقية إلى نصفين و تنفصل الأبيات بين السطور إلى شطرين الحقيقة تمضي فوق قضبان الشوك فى طريق وعر الكذب مهد له أهل المصالح دروب الضلال بفلسفة لسان الأنانية فقد فاه الصدق شهية النطق تلهث الحقوق بين ثنايا السراب إن مقلة الروح تنزف دماً على ضحايا الشيوخ والنساء والرضع الأيتام من الأطفال.
يحتاج العقل الباطن أن يتنفس شهيقا نقيا بعيداً عن ضوضاء عوادم الكلمات خاوية المعاني التى لا يفهم منها هدف ثرثرة القول سلب منها جوهر المراد .
تريد الجوارح الشاردة أن تجنح للسلم يحتاج الرضيع برهة من الراحة بعد مشقة التفكير فى حليب الغد يسعى فى صمت ورهبة وكأن الصغير يدرك ثروة الوقت و يعى بالفطرة قيمة قطرة الماء العذب فى نهر لوثه العدو اللدود بنزيف الدماء.
أنفاسي تتوجع من قلة المؤن والعالم يحتكر كل شيء الألم يشرب الخمر من كأس صبر طفح به الكيل فاض على جانبيه الكرب ترتجف الأوردة من صقيع البطش الفاجر إن الضمير الميت قد غرس بذور القسوة فى رحم الحياة و جلد الطاغية ظهر الحلم الضائع القهر فى صوامع الحنين أسير خائف العدو يرتعد من ألسنة اللهب صبرا آل مظلوم تكاد أن تخرج عليهم نيران الغضب من نبض الوطن العربي ويموت كل ظالم بغيظ مكتوم .
الذئب يرعي القطيع يرتدي قميص الخل الوفي ينظر فى عيني الضحية يتأمل الخائن مفاتن الفكر البشري لقد أمسك بيده شريان الجسد عيناه فى الأرض لا ترتفع من شدة الخجل أداء بارع من ممثل ماسوني أتقن الدور تملك لجام مهر أصيل و دخل فى سباق مع القدر .
الفاجر يأكل الأخضر واليابس يترجل فى صحراء العرب إن أصابع الاتهام تشير إلى سفاح شبه جزيرة الظلام وشبابنا يحمل الحجارة دفاعاً عن أولى القبلتين و أقلامنا ضعيفة تنتقد العنف والقصف الوحشي الكل بلا حيلة داخل دائرة الصراع الأمة العربية قررت أن لا تقبل العزاء فلا مقابر لديها تدفن فيها أجساد الشهداء .
