مبادرة محو الألم

بقلم : محمد ابراهيم الشقيفي
قد يملك المرء القدرة على شراء سلعة الاستشفاء ولكن ماذا يفعل البشر إن شح الدواء ، لذلك وجبت المبادرة ، اخى الكريم أختي الفاضلة ، أن نستجيب لتلك المبادرة ، التي تنادي بصوت خفي على ضوء شموع العافية ، تبرعوا بدواءكم بعد رحلة الشفاء فى عز الشتاء أو حرارة الصيف الساخن ، ضع بصمتك لدى أقرب طيب تثق فيه على سبيل الأمانة اعطي الأمل مرة أخرى لنفس عليلة ، يبحث صاحبها ليل نهار عن دواء بعينه ، شح وجوده بسبب مجهول الهوية .
ليس المجال هنا لاستعراض حال غني قادر أو فقير محتاج ، بل نحن أمام طامة كبري تشبه سكرة الموت ، يوم لا ينفع المال والصحة تزول ، من بئس العوزة والحاجة إلى جرعة تشعر الروح بالسعادة والراحة من ألم شديد.
أقسم بالذات العالية كلنا حتي من يسكن الأبراج الشاهقة ، قد نتعرض دون استثناء لهجمات المرض ، ويصف الطيب مايناسب الألم ، نقف فى شدة الحيرة وأقرب الناس لقلوبنا تتوجع لعدم وجود مايذهب عنهم الحزن والشجن ، فنضعف ونتكأ على أريكة الهون دون عون ، ونطلب المسألة ، ونحن في أشد الحاجة إلى جرعة دوائية لإنقاذ حياة نفس أهلكتها الحيرة .
تبرعوا بعد رحلة من المعاناة فلا ندري لعل شافي الأمراض والاسقام يذهب عن الأمة باثرها بلاء الكرب فى ساعة إجابة يدعوا بها متضرع بظهر الغيب وهو صادق القول.
من ملفات الواقع والتجارب الحياتية التي نعيشها و لاغبار عليها نسرد الحقائق مجردة من ألوان الكذب المزيفة ، الكثير منا يذوب احتراق بعد نفاذ طاقة صبره ، نبحث هنا وهناك ولا نجد رغم توافر النفط والنقد ما يسكن الألم المبرح لأقرب الأحبة ، نقف مكتوفي الأيدي يتملكنا إحساس العجز حين نشعر أن عزيز لدينا قد يفارق فى أى لحظة درب الحياة.
لا تستهينوا بالقليل ، قد تنقذ حبة الدواء المعبأة في شريط رخيص تلك السلعة الغالية .
مبادرة محو الألم تشبه إحياء جيل كامل من العدم لأن فيها يكمن جوهر التعاون الحقيقي ، وأسمى معاني النبل دون أنانية.
فى ظل اختفاء بعض القيم وجب التكاتف من أجل بقاء الجنس البشري قادر على المواجهة .
التزيد أمر مرفوض يفقد النص حلاوة إنتصار الكلمات على الواقع ، لذلك الأقلام تصرخ تطلب المدد من الله ودعم أصحاب العقول الراجحة ، لأجل إنقاذ حياة جسد متوعك يصارع الموت ، لا يجد من يسانده وهناك من يتنعم بالعافية ، بعد التعرض لأزمة ذاق فيها مرارة المرض ، ثم عاد صحيحاً بعد ذل .
شارك دون إراقة دماء الفكر ،وتبرع بعطر المسك ، فهناك من يستحق أن يرتدي لباس العافية ، بعد حرب خاضها قعيد الحركة على وسادة المرض وهو يأمل في الشفاء.
بادر بالحجز قبل فوات الأوان ، قد تلقي نفس المصير المجهول ،ولا تجد من يلبى لك نداء وقت الحاجة فتكن فى عداد المفقودين وهم بالاسماء على ظهر الأرض أحياء.
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفي