تاج الحياة

✍️ مصطفى جعفر:
الأم زهرٌ فاح عطرُ شذاهُ
من ضمهُ إلّاكِ يا أمّاهُ؟
أنتِ الضياءُ إذا الحياةُ تكشّفتْ
ليلًا، وأنتِ النجمُ زادَ سناهُ
إن غِبتِ عن عيني فحبُّكِ في دمي
نورٌ يضيءُ الدربَ إذ ألقاهُ.
كم ضمّني كفُّ الحنانِ بعطفه
ووقفتِ حينَ سواكِ قد أعياهُ.
و مسحتِ دمعي حين ضاقت غربتي
ورسمتِ حلمي كي أرى مرساهُ.
قد كنتِ لي في الحزنِ صدرًا دافئًا
وسجدتِ شكرًا حين زالَ أساهُ.
لا شيْءَ يعدِلُ حبَّ أمٍّ أخلصتْ
وروتْ صغارَ الروحِ من مأواهُ.
مهما جرى يبقَ الوفاءُ مُقيّدي
ويداكِ تاجٌ ، جلَّ مَن أعطاهُ.
قد كنتِ لي فَرحاً يداوي مُهجتي
ما كانَ أكثرَهُ و ما أنقَـاهُ!
واللهِ لولا دعوةٌ لي منكِ ، ما
عرفَ الفؤادُ دليلَهُ وهداهُ.
أنتِ التي علّمتِ قلبي أن يرى
في الحبِّ ضوءًا تُرتَجَى نجواهُ.
وأنا وإن طافت بيَ الدنيا فما
أرى إلّاكِ صدراً أبتغي سُكناهُ
ما زلتُ أحيا في ظلالكِ راضيًا
يا مَنْ حملتِ عن الفتى بلواهُ.
إنّي إليكِ أعودُ مرضِيًّا وإن
غاب السناءُ وإن نأى مسراهُ.
والحبُّ فيكِ أراهُ بحرًا دافئًا
يُدني من الأحبابِ سرَّ صفاهُ.
مهما أعانِ ، ففي حضوركِ راحتي
أوَكيف يظمأ مَنْ دُعاكِ سقاهُ؟!
ما كنتِ أحسبُ في العتابِ مُلامةً
بل كنتِ عذرًا حينَ جارَ أساهُ.
إنّي وهبتُ لكِ الحياةَ ومهجتي
وبذلتُ قلبي خالصًا وهواهُ.
يا ربِّ بارك أمّنا واحفظْ لنا
قلبًا نقيّا، زادُهُ تقواهُ