هذه سمة الحياة

✍️ د. سعاد حسني :
من أسماء الله الحسنى – جل شأنه – ( اللطيف الخبير) وصف لذات الله الجليلة أنه دائما وأبدا يلطف بعباده؛ لعلمه بحالتهم والتى هي مهما قوي الإنسان وعظمت قوته إلا إنه في النهاية مخلوق ضعيف. ونجد أن اللطف يسبق العلم أي أن الرحمة التي تسبق كل شئ. فنحن نعيش هذه الأيام عدة مناسبات جليلة وعظيمة : وأولها ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؛ مما تخبؤه من خير للموعود بها، والتى تغير حاله من حال إلى حال لكن أعظم وأجل. كما نحتفل بعيد الأم، و الحقيقة أن الاحتفال بعيد الأم فيه أراء متباينة : ما بين أنه يوم حزين على اليتيم، ومن فقد أمه بسبب أو لأخر. وما بين أنه يوم يسعد الملايين من الأمهات التي عانت وتحملت الشقاء من أجل أبنائها وأسرتها. ولكن في النهاية لا نستطيع تجاهله، ولكن علينا عدم المبالغة في الاحتفال به؛ حتى لا نكون سببا في حزن الأخرين. ووسط هذا وذاك يأتي الشئ المؤلم والمفجع لا للأمة الإسلامية فقط بل للإنسانية بأكملها. وهو قذف إسرائيل لأهل غزة، وقتلهم للأبرياء. فعند فرحنا بهذه المناسبات تجد الغصة التي تؤلمك و َتكدرك. فكيف يفرح الإنسان وأخيه يشرد ويقتل؟ وقد تشرد و تقتل الأسرة بأكملها. كيف يحس بالفرحة والسعادة؟ وغيره ينزف دما وجرحا وتشردا وتبديدا. كيف ينعم بالأمان؟ وغيره بلا مأوى َلا مأكل ولا سترة. حقيقة نحن نعيش أياما صعبة تجمع بين الأشياء في وقت واحد : الحزن والفرح والألم والسعادة. الطمأنينة والقلق. ولكن لأن الله لطيف؛ فهو يلطف بنا ويهون علينا. ولأن الله خبير؛ فهو يعلم ما بداخلنا وما ونرجوه وما نتمناه. ولكن لا نملك من أمرنا شئ إلا أن نقول هذه سمة الحياة.