شعر وأدب

عندما يسقط الطفل وحده!

✍️ بلقيس سالم العبريه : 

سرعان ما يلتفت حوله، ينهض، ويمضي في طريقه، وكأن السقوط لم يكن سوى عثرة عابرة.
فهو يشعر أنه المسؤول عن سقوطه، وأنه لا يحتاج إلى أحد ليعيده إلى قدميه. لكن إذا دفعه أحد وأسقطه، فإنه يظل جالسًا يبكي، منتظرًا يدًا تمتد إليه. ليس لأنه لا يستطيع النهوض، بل لأنه يشعر بالظلم أو العجز، فيبحث عن يد تمنحه الأمان أو تنصفه.

وهذا يشبه الحياة؛ حين نخطئ بأنفسنا، نجد القوة للنهوض، لأن السقوط كان بقرارنا أو بتقصيرنا. لكن حين نتعرض للخذلان أو الظلم، يصبح الألم أعمق. لا نحتاج فقط لمن يساعدنا على الوقوف، بل لمن يؤكد لنا أننا لسنا وحدنا في هذا السقوط.

نحن كلما كبرنا، كلما تشابهت أفعالنا مع ما كنا عليه صغارًا، لكن بأشكال مختلفة. نبكي بصمت بدلًا من الدموع، ونسقط بروحنا بدلًا من أجسادنا، ونبحث عن يد خفية تنتشلنا، حتى لو لم نمد أيدينا طلبًا للمساعدة. فلا تتعجب إن كبر الإنسان وصار طفلاً، فبعض الجراح تعيدنا إلى طفولتنا.

الحايطي

المشرف العام بجريدة " الآن " رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى