الدراما في رمضان

✍️ ناصر الدسوقي :
الدراما الرمضانية من تمثيليات ومسلسلات كنا ننتظرها من رمضانَ إلى رمضان ،
لمَا تُقدمه من محتوًى جيد وهادف إن لم يكن بلغ حد الجودة .
هادفٌ في مضنونهِ ، هادفٌ في القضية التي يعرضها سواءٌ بالطرح أو النقاش أو المعالجة .
ما بين الأعمال الدينية التي كانت تعرض التاريخ الإسلامي بفنانينَ متمكتين في أدائهم الفني واللُّغوي ،
أو المسلسلات السياسية التي كانت تعرض ما مرَّ به الوطن ،
والمسلسلات الإجتماعية ,
حتى الفكاهة كانت تحمل في طياتها محتوى هادف ،
إذ كانت تطرح من خلال الفكاهة قضية ما ،
مجتمعيةً كانت أو اقتصاديةً أو عِلمية . إلخ إلخ ..
لكن منذ عدة رمضانات انقضت ، ورمضانُ هذا تحديدًا لاحظتُ أن المسلسلات عامًة والرمضانيةَ خاصةً أخذت شكلًا ومضنونًا لا يُعبرُ نهائيا عن عادات وتقاليد وقيم المجتمع المصري .
بداية من اغاني التِّتر لهذه الأعمال التي أخذت أسلوب المهرجانات على غير ذائقة المجتمعات العربية ،
حيث كنا في القديم وليس ببعيد ، ننتظر التمثيلية أو المسلسل بفارغ صبرٍ كي نستمع بإصغاءٍ لأغنية تتر البداية .
وبالمتابعة لهذه الأعمال من باب الدرس لا الإعجاب ،
وجدت أن كُتَّابَ تلك الأعمال تقريبًا لم يجدوا قضيةً مجتمعيةً واحدة أو حياتية أو اقتصادية ليجسدوها ،
وأيضا لم يجدوا موضوعًا واحدًا في التراث سواءٌ الديني أو العلمي أو حتى الفقهي ليكون محور عملٍ واحد .
فهذه الأعمال التي أعُدُّها هابطًة لا تعبرُ بحالٍ عن مجتمعنا المصري ،
حيث أنهم اتخذوا طريق تجارة المخدِّرات وتعاطيها ،
وتجارة الآثار ، وتجارة السلاح ، مسلكا وعنصرا رئيسيا .
وكأن الشعب المصري بكافة فئاته قد انحصرَ في تلك الأشياء .
بالإضافة إلى الإنحطاط الأخلاقي الذي يتم عرضه ،
أو بالأحرى ( الترويج له ) .
فالسادة أعضاء التمثيل
إمَّا متعاطين أو مدمنين أو تربطهم علاقات محرمة مع نساء أخوتهم أو أقاربهم وكأنها دعوة للإنحلال الأخلاقي والإنسلاخ من تعاليم الدين الحنيف ،
والتخلي عن القيم والمُثُل .
والأدهى والأمَرَّ
هي الدارجة المتخلفة ( العاميه ) التي يتحدثون بها في تلك الأعمال ،
سواءّ أهل القاهرة وحولها في ما نرى ونسمع في أعمالهم تلك من دارِجةٍ سوقية متخلفة لا تمت لهم بشئ ،
أو أهل الصعيد ،
الأوسط أو الأعلى .
وأيضا اللهجة التي لا يعرفها شابٌ ولا عجوز في الصعيد ،
من قال لكم أن هذه هي لهجة أهل الصعيد ؟
ومن قال لكم أن هذه هي طِباعُ أهلِه ؟
وما المقصود من تصوير الشعب المصري بكافة فئاته بهذه الطريقة ؟
ومن الذي من مصلحته أن تخرج هذه الأعمال بهذا الشكل المخزي ؟
لكن يبقى السؤال الأهم !
من ينفقون المليارات على هذا الهراء ،
هل ينتظرون ربحًا ماديًّا أو ربحًا آخر ؟
أم ينتظرون الإثنين معًا ؟؟!!٠٠
ومن الذي سمح بهذا من الأساس ، وكيف سمح به ؟؟!!٠٠
أعيدوا لنا فننا وتراثنا وهويتنا .
وعلى وزارة الإعلام والمجلس الأعلى للإعلام وهيئة الرقابة الفنية أن يوقفوا هذه المهزلة ،
المقصود بها
محو القيم وطمث الهُوية
في صورة أعمال فنية ..