قطيعة رحم …
" من كتاب هجوم الغربان "

✍️ محمد إبراهيم الشقيفي :
مهما طال عطاء الزمان من عز وسلطان وارتفعت أعمدة البنيان وحملت البغال والحمير مفاتيح كنوز دروب المعمورة إلا أنه لم يكتب لمخلوق عليها البقاء ولن يفر أحد من مصير الفناء ملعون قاطع رحم مزق أوتار العهود فى زمرة المقربين فقد ضل بفعلته الشنيعة البسيل و شهد على جريمته الليل والنهار إن عذاب ضميره سيكون عقاب و دليل.
أين مصير من حفر خندق الخراب فلن يرى الحقيقة كاملة إلا وهو نادم غرق فى الجحيم مسحوق بين زبانية العذاب .
يا من شيد القلاع وعلا فى البناء وسعد و غنم ثم قطع صلة الأرحام وظل فى غفلة وهو لا يدري أن فعلته تسبح فى بحر سقر و محيط قاع السعير.
مرآة الضعف البشرى تعكس دهاء إبليس الملعون إن الشك واليقين بين الحقيقة والمجهول صراع تحت مظلة هدوء حذر تأمل تجد الدفء والحنان الكراهية الشديدة وحب المال الجمال اليافع والقبح الفادح ملاك يرافق وفى العمق قرين ينافق مختصر الرحلة أن السفينة تقاد إلى ممر الصراط وفى المفارق سقوط و انزلاق إلى نار الجحيم أو نجاة النعيم.
ذنوبنا غربت عنها شمس التوبة غض الطرف عن الكثير زاد بزخ الإنفاق و الاسراف بلا معنى .
أندهش من نفس أمارة انطفأ داخلها النور قاتلت الحكمة داخل رحاب العبادة فقدت العقول صواب المنطق ارتكبت مجازر لا تغتفر انتهكت المحارم متى اتيحت الفرصة ويل من نار احمرت ألف عام ثم استغرق لونها الأسود كذلك و ابيضت عينها من الحزن على حال الإنسان ألف عام يمزق شظاياها الجلود تكوي بها الجبين.
إن البشر فى مأزق حقيقي يوم يقول الملعون أنا بريء مما اقترفت الأنفس هم كانوا ذو جهالة و عن الحق غافلون .
عذراً لمن استقر فى عقيدته الزائفة أن الباطل حق لكن النار حتما تأكل جذوع الفسق العيب على من اتسخ نقاء قلبه وزرع الفتنة و الشوك أسفل جداره .
نحن بشر لا نملك جواهر الصفات النورانية منا قلوب تسلك الخير وفئة ترافق البغض و الضغينة وطائفة لا تعرف إلا درب الهلاك لكن هناك أبدان تقشعر من قسوة الذنوب قلوب تمل عند أبواب المعاصي تحاول أن تطرق باب الحق تتألم من ثورة الشك تعذب الروح تكوي الناصية تندم تبكي تقف على أعتاب دار التوبة أحترم هذه النظرة من أول وهلة وهي تعانق صوت الخشية خوفاً من العذاب تعاتب الأقوال والأفعال قبل أن تسبح فى برزخ العقاب إنها النفس التى تضع الجوارح فى خانة التأديب والتأنيب تلوم تعاتب تحاول الخروج من هذا المأزق تبحث عن حل تعلم أن هناك عقم فى الإحساس تريد أصل الحياة و ترفض استنساخ البديل.
ما أجمل سماحة الروح داخل إطار البدن الشعور بالطمأنينة عند عبور قطار الحياة مروراً على الصراط واليد اليمنى تحمل مشعل أضاء الركن المعتم كل هذا الدعم جاء بعد الإصلاح والتأهيل و تدريب النفس على الزهد دون فقدان شهية الأمل حياة حلوة تسقى من ينابيع العيون المطمئنة يصاحبها رغد العيش فى كنف الكريم تأبى الجحيم تسبح بصوت يشبه حمد الرعد تنتفض من خشية اللقاء ترفض سوء الكراهية تخاف من لحظة الإنفجار تعصف بكرامة السائلين .
أشعر بالرضا عندما أرى جوهر الحب فى جمال الزهد وحين تصصح النوايا لمن ارتدوا عن قطع رباط وصال الشوق فى أرض المحبين تبا لمن أصر على قطيعة الرحم هلك و تعس صار والعدم فى سرداب الجحيم .