شهر الخير

✍️ مشاعل عبدالعزيز عريف :
عندما ينتابك القلق من حياتك أو التردد في قراراتك، فاعلم أن هناك خطبًا ما. ابحث جيدًا، واستشر من هو أصغر منك وأكبر منك، وفكِّر في أمور حياتك بتمعن، واقترب من الله – عز وجل -.
فإن الله – عز وجل – لو أراد لعبده الهداية، فلا رادَّ لفضله – سبحانه -، يسهِّل عليه عمل الصالحات، ويعينه على كل عمل يقربه إليه. عندها فقط، يصبح داخلك مرتاحًا، وكأنك داخل غيمة في السماء، تجول الحياة وذهنك صافٍ لا يعكر صفوك أحد. تشعر بلذة الإيمان، وتذوق حلاوته، فتتقوى أكثر، وتقترب أكثر، يطهُر داخلك ويصبح ناصع البياض، حتى لو أذنبت، ترجع وتتوب. لا تبتعد كثيرًا، تخاف لو ابتعدت أن تشعر بعدم الأمان؛ لأنك لا تشعر بالأمان إلا بجانب الله – عز وجل -، تريد أن تعيش تحت ظله، وتجاهد لكي ترى وجهه الكريم.
فاعلم أن أول خطوة في طريق الصواب هي أن تشعر بقلق من حياتك السابقة، أن تشعر بالضيق ولا ترتاح. فهنا، اعلم أن الله يريد أن ينبهك قبل فوات الأوان، يريد لك أن ترجع إليه، أن تتحدث مع نفسك وتحاسبها، فكل تأنيب ضمير تشعر به دليل على أن الإيمان ما زال في قلبك، وأنه لم يمت، ولم يفت الأوان عليه.
فكل البشر يخطئون، ولكن المؤمن هو من يخطئ ثم يؤنبه ضميره فيستغفر. حتى لو سقط وقام مئة مرة، ليس المهم كم مرة سقط، بل المهم أنه يقوم ويرجع في كل مرة. قال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -: “كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوابون.”
فيجب أن نستغل هذا الشهر، شهر الخير والبركة، ونجعله يمر بنا فيطهرنا، ويمسح علينا فيزيل الأرق والتعب، ويجعلنا أقوى. هذا الشهر الكريم يكثر فيه التسامح، ويعم فيه الهدوء والسكينة والطمأنينة. كل الناس تجتهد فقط لتكون من عتقاء هذا الشهر من النار.
اللهم اعتق رقابنا ورقاب والدينا من النار. اللهم إنك عفوٌّ كريم، تحب العفو فاعفُ عنا. اللهم آمين.