شكراً يا الله

✍️ مشاعل عبد العزيز عريف :

عندما تنتقل من مرحلة إلى أخرى، ينتابك شعور غريب، شعور مختلط، ما بين فرح وخوف، ما بين ترقب واستعداد. شعور يجعل حواسك مشعة، ومشاعرك مرهفة، تشعر بدقات قلبك تتسارع، وكأنك طفل وجد والديه بعد دقائق من الضياع.

تأتيك الفرحة كعوض من الله، وكأنها جائزة ترضية لأيام مرت بصعابها. وقتها فقط، لا يكدر خاطرك أي شيء، تصبح مندفعاً، قوياً، ومتحمساً. شعور جميل يدغدغ قلبك، فتنتابك نوبات من الضحك طوال الوقت.

انتقالك لمنزل أحلامك في وقت لم تكن قد خططت له، هو من أكبر النعم التي قد يرزقك الله بها.
لقد تحقق الحلم الذي طالما راودك بينك وبين نفسك، ولم تصرح به لأحد، جعلته بينك وبين الله فقط. فأنت الآن في قمة السعادة والرضا، ترى أمامك استقرارك الجميل، ومنزلاً يعمه السلام والهدوء، وأنت بصحة وعافية، ومن تحب حولك.

فهذه أسمى نعم الله.

ما كنت أتمناه في الماضي كان قليلاً فقط… كنت دائماً أرسم لنفسي مساحة صغيرة، فيها أريكة مريحة، وغطاء ناعم، وكوب قهوة، وإضاءة خافتة، ومنزل هادئ، وزوج محب. كان هذا أجمل شعور، يجعلني أفرح وقت حزني، ويدفعني للأمام وقت ضعفي.

وفجأة، ومن دون مقدمات، وبتخطيط من الله عز وجل، الذي إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون، أراد الله أن يرزقنا بعفوه وكرمه، فوهبني أكثر مما حلمت به!

استيقظت، والصّدمة تملؤني، والفرحة جعلتني غير قادرة على الوقوف… كيف ومتى أصبح لدي منزل؟! فيه غرف جميلة بدلاً من الأريكة التي كنت أريدها، وإضاءة في كل مكان تشع بدلاً من الإنارة الصغيرة الخافتة التي كنت أتمناها، وركن قهوة يضم كل الأنواع بدلاً من كوب القهوة الوحيد الذي كنت أحلم به.

زوجي وعائلتي بجانبي بسلام، وأمي قريبة مني… تلك التي لم أكن أتخيل أني أستطيع الابتعاد عنها، فإذا بي اليوم بالقرب منها!

سبحان الله، إذا أعطى أدهش وأكرم.
سبحان من أزاح الغيوم من فوقنا، وأصبحت أجواؤنا صافية، والشمس دخلت حياتنا من كل مكان.

انتقلنا من حياة سعيدة إلى حياة أسعد، وكلي أمل أن أملأ منزلي بأجمل الذكريات، كما فعلت في كل منزل عشت فيه مع حبيبي. أريد أن أجعل كل ركن فيه يشهد على حبنا، وقوتنا، وصمودنا في وجه الشدائد.

كنا دائماً نقول: “فرج الله قريب”… وها قد أتى الفرج الجميل على شكل عيد!

والمفرقعات تصدح في سمائنا بكل الألوان، والبهجة تملؤنا، فأصبحنا نشع فرحاً وسروراً. نريد أن نعيش هذه النعمة بكل حب، ولا شيء سوى الحب…

فالحمد لله دائماً وأبداً، وشكراً يا الله على عطاياك… ثم شكراً زوجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى