العمرة في رمضان
من دروس ومعاني رمضان !

✍️ د. سلطان الراشد :
لها اليوم طعم خاص ورونق خاص مع التطورات وهذه التوسعات والتسهيلات التي يقوم بها ولاة أمرنا في المملكة العربية السعودية حفظهم الله ووفقهم وحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه خدمة للحرمين الشريفين وتسهيلاً لعموم المسلمين .
فتشعر بالروحانية والطمأنينة وأنت ترى جموع المسلمين وقد وفدوا للعمرة من كل حدب وصوب تتذكر معها قول ربنا سبحانه لنبيه إبراهيم عليه السلام :-وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) الحج
عندها تكبر الله وتعظمه وأنت ترى وتسمع صدى هذه الدعوة التي تسير بين الناس حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
والعمرة في رمضان لها قيمة ومكانة لذلك نرى الناس يحرصون عليها .
فهيَ مِن مُكفِّراتِ الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُما) متفقٌ عليه، وهيَ تُذهبُ الفَقْرَ والذُّنوب، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (تابعُوا بينَ الْحَجِّ والعُمْرَةِ، فإنهُما يَنفِيَانِ الفَقْرَ والذُّنوبَ، كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ) رواه الترمذيُّ وصحَّحه.
وهيَ أَحَدُ الْجِهادَيْنِ، (عن عائشةَ قالتْ: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ على النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قالَ: نَعَمْ، علَيْهِنَّ جِهادٌ لا قِتالَ فيهِ: الْحَجُّ والعُمْرَةُ) رواه ابنُ ماجه وصحَّحه النوويُّ وابنُ الْمُلَقِّن.
وقالَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ: (شُدُّوا الرَّحِيلَ إلى الْحَجِّ والعُمْرَةِ، فإنهُ أَحَدُ الْجِهَادَيْنِ)؛ رواه عبد الرزاق والبخاريُّ تعليقًا.
قال الإمامُ البخاري: (بابُ العُمْرَةِ: وُجُوبُ العُمْرَةِ وفضْلُها، وقالَ ابنُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنهما: لَيْسَ أَحَدٌ إلا وعليهِ حَجَّةٌ وعُمْرَةٌ، وقالَ ابنُ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما: إنها لَقَرِينَتُها في كِتابِ اللهِ: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]. انتهى
وكانَ أبو بكْر بن عبد الرحمن المخزومي أحد فُقَهاء المدينة السبعة (لا يَعْتَمِرُ إلا في العَشْرِ الأواخِرِ مِن رمَضَانَ حتى لَقِيَ اللهَ عزَّ وجلَّ)؛ رواه ابنُ أبي عاصم.
فلنحرص على ذلك خاصة والأحاديث دلت على أن عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي عليه الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين .