غنيمة البعد

خاطرة الشقيفي الرمضانية

✍️ محمد إبراهيم الشقيفي :

جميلة وراقية حياة العزلة البعيدة عن أرض النفاق ، اغمس مخيطك في ثوب بيتك أولا ، فمن أعظم أنواع الرزق أن تصل الرحم ولا تقطع حبل وريد الود  . 

العدل مع النفس معادلة الصعبة ، والمساواة بين الجوارح تزيل عن الروح صدأ القسوة ، فإن اللين ضرورة لكي تضيء شمعة عند اشتداد عتمة الوادي ووحشة الظلمة . 

حقيقة لاغبار عليها ، المرء منا وعيه الزائد ، نقص في المعرفة ، خاصة لو أشعلت داخله غريزة النجاح في مجتمع تفشي فيه داء الفشل ، والقيل والقال ، حتماً سيسقط صريعاً لامحال ، تشعب العلاقات سلاح يطعن الصدر بكل سلاسة ، خاصة لو توافرت ثقة المرء دون سوء الظن ، وقوبل ذاك الشىء بنقاق الخيانة فى خيمة التعتيم على الأحلام ، لقد هلكة نبتة الخير فى أرض النفاق التي تستظل بغصن الكذب وفحش الخداع ، الجزء من الكل عليل ، مريض بلعنة الأنانية وحب الذات ، لهذا وجب على البعض العزلة ولو خسر الفرد السباق.
التنحي أمر واجب فى قلب المعركة بل فرض عين لو كانت النيجة الظاهرية لصالح الإنسان،
وباطن الأمر إذلال للنفس البشرية ، لا جدوي من مخالطة الذئاب ، اللعنة مصير المجهول إن ظل الرجل يقاوم ، ويركض ، و يهرول في برية ممتلئة بوجوه ذات صبغة المسخ ، لها مخالب تمزق غشاء رقيقاً ، يحمي درع المشاعر المصنوع من الرحمة .

المحافظة على نسيج العلاقات يتطلب معاناة طويلة الأمد ، منها التنازل عن عزف مقطوعة قصر النظر ، شريطة البعد قدر الإمكان عن المخالطة غير المجدية.

المعيار الأساسي للنجاح هو نقاء السريرة ، فلا مكسب دائم ، ولا خسارة باقية ، طاحونة الحياة بشكلها المستدير على الطوال دائرة ،
غربل إن كان بوسعك الصحبة السوء وأولها أفكار نفسك المتهالكة المخطئة ،تدارك مايعيبك ،قبل أن تضل ولا تجد من ينزع عنك ما لا تطيق وتدمر مابقي لك من طعم مستساغ.
صحبة الأخيار فلسفة ومنطق الحياة الكريمة واستعادة التمركز لاستكمال الطريق فاعتزل أرض النفاق الاجتماعي ، وإن كانت المجالات مطلب رئيسي كي تستمر فعليك بتصفح القلوب والنواصي النضرة فجمال الوجوه ليس دليل على الحب المطلق ، أحذر إن شئت قبل أن يزيد العبء على صدر لا يحتمل ثقل فوق ضلوع هشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى