من معاني ودروس رمضان ” الإخلاص في الدعاء “

✍️ د. سلطان الراشد :
إن التجرد والتخلص من الذنوب والمعاصي وترك الشهوات بل المباحات من مأكل ومشرب وشهوات كل ذلك لله إخلاصاً وتوحيداً وقرباً يجعلك أقرب لإجابة الدعاء وهو مقصد من مقاصد الصيام وتعليم عملي لمن أراد أن يكون مستجاب الدعاء .
والمتأمل لآيات فرض الصيام يجدها ختمت بالتوجيه للدعاء والاخلاص لله فيه والانطراح بين يديه قال الله سبحانه :-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)البقرة .
فتأمل يارعاك ” وإذا سألك عبادي عني ..” وأعلم أن الدعاء هو العبادة بهذا صحّ الحديث ، وأن للصائم دعوة لاترد !
فحقق شروطه واقتنص أوقاته وابتعد عن كل مايعيق تحققه من طعام خبيث وتعدي ممنوع .
وتحرى الأوقات الفاضلة والأمكنة الفاضلة والح على الله فيه ولاتستعجل فماتدري مايراد بك وكيف يحقق الله لك الإجابة فقد يعطيك سؤلك وقد يرد عنك خطراً أعظم مما سألت وقد يكتنز لك هذا الدعاء ليوم القيامة .
وقد يؤخر الله الإجابة لأمر يريده لك فيه الخير والتيسير والسعادة ، وأعلم أنك بهذا الدعاء تفز في الدنيا بمبتغاك وماأردت ، وفي الآخرة بجنات ونهر عند مليك مقتدر .
فكن ممن قال الله فيهم :- إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الأنبياء .
ألح وأختر الأوقات السحر دبر الصلوات عند فطرك وهكذا ولاتستعجل وسترى الفرج والتيسير بل والله سترى العجب .