يفنى الزمان

" شعر "

✍️ د. عبد الولي الشميري :

يَفْنَى الزَّمانُ وتَهْلَكُ الأَيَّامُ

البحر الكامل

وكَلَمْحَة تتراكم الأعوام

وأنا المُقَيَّدُ في الحياةِ بِحُزْنِها

والموتُ قاضي حُكْمُهُ الإعدام

ما أعظمَ الحُزنَ الَّذِي جُرِّعْتُهُ

لو مُتُّ مِن كَمَدٍ فلستُ أَلام

شيخي وأستاذي وعالم بلدتي

يبكي له المحراب والإسلام

عد الرقيب، منارُ علم شامخ

ومُؤَلِّفُ، عَبَّادَةٌ، وَهُمَامُـل

حَزَنَتْ لِفُرْقَتِهِ المصاحف كُلُّها

وتأوَّهَ العُبَادُ والصُّوَّامُ

والراحلونَ عَنِ الحياةِ سَماؤُهم

قد رفرفتْ لِقُدُومِهِ الأعلام

وَتَلَقَّفَتْهُ الحورياتُ بِزَفَةٍ

طُوبَى لشيخ العارفين وسام

قد كان في الدُّنيا رسول هداية

ومَقامُه في الصالحين إسلام

كم حج بيت الله مشيًا راجلا

وتَفَطَّرَتْ لِطَوافِهِ الأقدام

كم خط مِن نُورِ الهدايةِ أَحْرُفًا

طَرِبَتْ لها الأوراق والأقلام

والصلح بين النَّاسِ كان عبادة

کبرى وليس لِصُلْحِهِ آثامُ

هذي شَمِيرُ رِجَالُها ونساؤها

يتقاطرونَ لِقَبْرِهِ أيتام

رحلَ الفَقِيهُ بِعِلْمِهِ بِفِقْهِهِ

ولنا هنا الأحزان والآلام

كم ذا أَعدُّ مِنَ المَناقِبِ سَيِّدي

تتحطم الأعداد والأرقام

يا قبر في وادي (الهُقَيفِ ) يَضُمُّهُ

غاداك غيث مُغْدِقٌ وغَمام

وعليك مِن رَبِّ السَّمَاءِ سُرورُهُ

دوما ومني دمعة وسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى