التكلف للضيف !

✍️ د_ سلطان الراشد :
أرجوكم أرجوكم أرجوكم إياكم إياكم والتكلف للضيف والقريب وذي الرحم والصديق والرفيق والجار والقادم من بعيد ..
إذا شعر الضيف بتكلفكم وأنه ثقيل عليكم فلن يأتيكم مرة أخرى !
والتوبة وهذه آخر نوبة .
أشعروه أنه من أهل الدار وأنكم لاتعتبرونه ضيف بل مضيف ومعزب .
أعرف أنا هذا صعب ويحتاج لجهد ومجاهدة وتدريب وتوطين للنفس وإعراض عن كلام الناس.
وقد تعرضت لهذا كثيراً فوالله أحياناً لا أملك إلا قيمة الذبيحة فقط ومع هذا أتكلف لأتخارج من الضيف هذا واقع !
إذن مالحل وما المخرج ؟
اعرضوا عليه العزيمة ولتكن ” جادة ” فلان العشاء الليلة ، ويفعل لك ، ولحية تستاهل ، وحنا إن جيناكم مانخلص منكم وهكذا !
فإن إعتذر فاقبلوا عذره ولاتتكلفوا له ، وقدموا الموجود ، وحاضر العرب .
وهكذا تكونون في مأمن من الشرهة والتشره والعتب وكثرة الكلام الذي لاطائل منه ولاقيمة له في ميزان أهل الفضل والعقل والمعروف .
اليوم أصبحنا وللأسف نتجنب أهلنا ، واللي لنا وتقطعت أواصر المحبة ، والصداقة والاخوة والقرابة كل ذلك بسبب التكلف أو أنك تشفق عليهم من التكلف لك لعلمك بأنهم سبخرجون من هدومهم!
ثم يحرجونك أمام المدعوين هذا يعزم وهذا يدعوا فيضيع وقتك بين الولائم والعزايم .
وتزعل هذا وترضي هذا وهذا يتشره عليك وذاك حمل في قلبه !
قدر فلان ولم يقدرني ووجب فلان وأنا لم يوجبني .
ياقوم ياقوم على رسلكم ، قبل أن تضيع الطاسة والله إننا نسير في هوة وهاوية سحيقة سنورثها لأبناءنا ، بل بفعلنا هذا سندمر العلاقات الإجتماعية !
وتتقطع أرحامنا وتذهب علاقاتنا ..
أعيدونا للصدر الأول من الإسلام وخذوا بما وجهكم به رسولنا عليه الصلاة والسلام بعدم التكلف للضيف !
جاء في الحديث :-
: “نهى عن التكلف للضيف” والحديث في صحيح الجامع [رواه الطبراني: 104، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 6871].
وفي الأوسط للطبراني عن شقيق بن سلمة قال: دخلنا على سلمان الفارسي، فدعا بما كان في البيت، وقال: “لولا أن رسول الله ﷺ نهانا عن التكلف للضيف لتكلفت لكم”. [رواه الطبراني في الأوسط:
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:
” وقد روى عن السلف كراهة التكلف للضيف لما ذكرناه – والله أعلم – لما عليه فيه مشقة، فأما بما قدر عليه : فمن السنن، قد ذبح إبراهيم لأضيافه عجلا ” انتهى من”إكمال المعلم” (6/ 511).
قلت وقد رأينا من ذلك أموراً قطعتنا عن أحبابنا وأصدقائنا وأرحامنا بسبب أننا نشعر أننا نثقل عليهم ويتأزمون ويعاملوننا بالرسميات وتصبح زيارتنا لهم ثقيلة جداً جداً علينا وعليهم.
البساطة والبساط الاحمدي والأريحية وعدم التكلف مطلقاً ونشر هذه الثقافة في بيوتاتنا وعدم التشره والتنقد والرضا بحاضر العرب وبما قسم الله ، وبالموجود تجعل النفوس تتقارب والأرواح تتعانق وتتصافى وتحب بعضها وهذا مقصود من مقاصد الشريعة .
نشعر معها أننا لسنا ضيوفاً بل مضيفين .
أعرف أنا كلماتي قاسية وصعبة على بعض النفوس والشخصيات وبعضهم لن يتحملها !
وسينقسم فيها الناس بين طرفين ووسط بين مؤيد وناقد ..
نصيحتي لك على الأقل أنت يامن تقرأ وتتفكر وتتعجب كن في الوسط فنحن أمة وسطية في كل شيء وستفلح ورب الكعبة إن فعلت.