ذكرى ميثاق العمل الوطني في مملكة البحرين: إنجازات وتطلعات
![](/wp-content/uploads/2025/02/IMG_0705-780x470.jpeg)
✍️د. رامي لبيب علم الدين:
تحل علينا ذكرى ميثاق العمل الوطني في مملكة البحرين، وهي محطة تاريخية بارزة في مسيرة التنمية والإصلاح، حيث شكل هذا الميثاق اللبنة الأساسية لانطلاقة البحرين نحو مستقبل أكثر ديمقراطية وازدهارًا، ففي 14 فبراير 2001، صوت الشعب البحريني بنسبة 98.4% لصالح الميثاق، في استفتاء شعبي يعكس حجم التوافق الوطني والثقة في المشروع الإصلاحي الذي أطلقه حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه.
وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة، يطيب لنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء، داعين الله أن يديم على البحرين نعمة الأمن والرخاء، وأن يوفق قيادتها الرشيدة لمزيد من التقدم والازدهار.
أبرز إنجازات ميثاق العمل الوطني
1. تحول البحرين إلى ملكية دستورية: رسّخ الميثاق مبدأ المشاركة الشعبية وأرسى دعائم الديمقراطية، حيث تم استحداث مجلسين تشريعيين (مجلس النواب ومجلس الشورى).
2. تعزيز الحريات العامة وحقوق الإنسان: نص الميثاق على حرية التعبير والصحافة وحقوق المرأة، مما جعل البحرين نموذجًا في الإصلاح السياسي بالمنطقة.
3. نمو الاقتصاد البحريني: بفضل الإصلاحات، شهدت البحرين طفرة اقتصادية، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 8 مليارات دولار في 2001 إلى أكثر من 39 مليار دولار في 2023.
4. تطور البنية التحتية: تم تنفيذ مشاريع ضخمة مثل جسر الملك حمد (المقرر إنجازه قريبًا) لتسهيل التنقل بين البحرين والسعودية، ومشروع مترو البحرين لتعزيز النقل العام.
5. دعم الشباب والتعليم: تم تحديث المناهج الدراسية، وإنشاء جامعات ومراكز تدريبية، بالإضافة إلى تطوير قطاع التكنولوجيا المالية.
تمتد العلاقات المصرية البحرينية لعقود طويلة، حيث تحظى الدولتان بروابط سياسية واقتصادية وثقافية وثيقة. وتُعد البحرين من أكبر المستثمرين الخليجيين في مصر، حيث بلغت الاستثمارات البحرينية في مصر أكثر من 3.2 مليار دولار، تشمل قطاعات مثل البنوك والعقارات والصناعة، على الصعيد السياسي، تتطابق رؤى البلدين في العديد من القضايا الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بأمن الخليج، والتصدي للإرهاب، وتعزيز الاستقرار في المنطقة. كما أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين البلدين في المحافل الدولية.
تشكل الجالية المصرية إحدى أكبر الجاليات العربية في البحرين، حيث يقدر عددها بحوالي 30 ألف مصري يعملون في مختلف القطاعات، مثل التعليم والهندسة والصحة والإعلام. وقد ساهم المصريون في نهضة البحرين منذ عقود، حيث كان لهم دور محوري في تأسيس أول مدرسة نظامية في البحرين عام 1919، إضافة إلى دورهم المستمر في مختلف مجالات التنمية، يحرص المصريون في البحرين على تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين من خلال الفعاليات الثقافية، والأنشطة الرياضية، ودور الكنيسة المصرية والأزهر في تقوية أواصر المحبة بين الشعبين. كما تحتضن البحرين العديد من المؤسسات المصرية، مثل المدارس التي تدرّس المناهج المصرية، ما يسهم في دعم التعليم لأبناء الجالية.
تمثل ذكرى ميثاق العمل الوطني محطة للتأمل في إنجازات البحرين خلال العقدين الماضيين، ودليلًا على نجاح المشروع الإصلاحي الذي وضع المملكة على خريطة التقدم والتنمية، كما تؤكد العلاقات البحرينية المصرية على عمق الروابط الأخوية بين الشعبين، في ظل تعاون مستمر يعزز مستقبلًا واعدًا لكلا البلدين.
كل عام والبحرين وقيادتها الحكيمة وشعبها الأصيل بألف خير.