قامات فوق المنابر
" من كتاب هجوم الغربان "
![](/wp-content/uploads/2025/02/IMG_0573-780x470.jpeg)
✍️ محمد إبراهيم الشقيفي :
رغم كل ما يشاع عن الأكاذيب التي تأتى من بين فرس ودم تتهم فيها أصالة الخيول العربية بعدم الوفاء يحاول أن يفسد علينا بعض المرتزقة رونق المتاع بساحة المشاع التي يتكئ على اريكتها جهلاء القوم حتى تتفرق دماء الأفكار بين قبائل الفتن و تقتلع من البادية خيمة العرب ثم نعود إلى العصر الظلامي فى زمن أشهر إفلاسه من حال فقر نظير جفاف مداد لغة الضاد صاح المؤذن بصوت عالي إن بعد العسر يسرا الآن يخرج عن صمته نجم فذ يحمل نور العلم و يغرس بالأرض القيم.
لم تخرج علينا الدابة و الساعة علمها عند ربى و العالم قد مات مبكراً قبل أن يحتضر .
تتألم القلوب من إرتكاب تلك الحماقات يحتاج البشر فى صحراء المهجر إلى دليل يحدد موقع استنباط أولى الألباب لعلهم يرجعون أو بالأحرى يتدبرون ما وراء ظاهر القول واحترام قدسية النصوص والبحث فى أسباب النزول من هنا نحتاج إلى الإجتهاد حتى تكون العاقبة للمتقين هداية.
إن الخير متأصل ومتواصل حتى قيام الساعة تلك بشارة نبى الشفاعة العلم ضوء يرتدي ثوب ناصع البياض خرج من رحم الحياة وليدا بعد فاجعة دخان اختل فيها توازن العلماء.
أهل البلاغة والفقه ورثوا السلف وزاد الأمر فخراً أنهم تمكنوا من بعض كنوز العلم زرعوا وغرسوا القيم رغم بوار الأرض انفجرت من أفواههم عيون الحكمة ينابيع فى بحر رمال الصحراء. لابد وأن يولد شبل اليقين حتى تستقر الحكمة فى قلوب الغافلين لقد اتهمت بعض القرى بظلم فى صميم عمق الأخلاق وهم أسود فى الحق وقفوا لنصرة الدين على قدم وساق.
مهما فعلنا لا نرتقي إلى الطبيعة الملائكية تلك الأجسام النورانية ولو أخطأنا لسنا شياطين نحن بشر نخضع للترغيب والترهيب نمسك السهام ولا نملك القوس ندفع بالكلمات سب وقذف نحارب بسيف الخطيئة ونفقد درع التوبة نتبرع بالفتوى دون علم تحتل الألسنة المركز الأول فى نميمة القول نحتاج إلى الإجتهاد من فقيه عالم يعى منطق الكلام يحسن القول فليس من الصواب أن نسير خلف رأى مختل لا يفقه عن الدين شىء.
عندما يولد الهلال يأتي بالخير ثم بعد الاكتمال يودع شغف القوم لكن بعد موت البدر يأتي هلال جديد يدور فى فلك النفوس المتواضعة لا يهاب أحد تتحدث عنه المواقف بلا حرج .
من الوليد إلى الفقيد ومن قاع الفقر إلى رأس حربة الغنى ومن ألا شىء إلى قمة التألق والتميز الكل فى دائرة الضوء يحتاج إلى لسان ينطق بعلوم المعرفة وفقيه لدية أدوات حاضرة على مائدة يلتف حولها طلاب العلم ليس بالضرورة أن تمدح الأقلام شخص بعينه نحن فى أشد الحاجة إلى شجرة بها نستظل بجوارها نهر يذهب بأس الدرن وفوقها سحابة تمر لا تحجب ضوء القمر علينا أن نستثمر أجمل الصفات الوراثية في البشر واجملها عطاء العلم بلا ثمن نتذكر علماء دافعوا عن الأمة كانوا أصحاب نظرة ثاقبة وهبوا حياتهم لخدمة الدين حتى أفاض الله عليهم بنفحات إيمانية و استكمالا للمسيرة التى تستمد طاقتها من علوم الفرقان والسنة يخرج من ربوع مصر أعداد غفيرة تحمل نبراس العلم تواضعاً دون تكبر لم تتعالى نفوسهم رغم رفعة شأنهم هم أهل الكرامة و غيث الخير .
إن أبواب الحكمة توازى بين سؤال العلم ورقة الصبر ونسيم الحلم دون أن تقطع لهم خيط.